أدان الصحافي السوري حيدر مخلوف، الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، والذي أدى إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.
ووقعت العملية خلال قداس حضره عدد كبير من المصلين، ما زاد من حجم الخسائر البشرية، بينما كان منفذ الهجوم يحمل سلاحًا ناريًا وسترة ناسفة، حيث أطلق النار عشوائيًا قبل أن يفجر نفسه بين الحضور.
وفي مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، تحدث مخلوف حول ملابسات العملية الإرهابية، حيث اعتبر أن ما جرى ليس حدثًا معزولًا بل حلقة في سياق طويل من الصراع على السلطة في سوريا، مشيرًا إلى أن الفترة السابقة كانت مجرد "مرحلة مهادنة بين من يفجر وبين من استلم السلطة".
وأكد مخلوف أن "هذه المسرحيات لم تعد تنطلي على أحد"، متسائلًا عن مدى قدرة الأجهزة الأمنية على تأمين وسط العاصمة، خاصة أن "الدويلعة تعد من أهم المراكز المسيحية في دمشق، ويجب أن تكون محمية أكثر"، متسائلًا: "هل هي عملية مدبرة أم إرهابية غير مدبرة من تنظيم داعش؟".
ولفت إلى أن "كل تلك المناطق أهداف رئيسية وسهلة لكل من يريد القيام بهذا الموضوع"، وشدد مخلوف على أن "من يريد الطمأنة للخارج لن يطلق النار على كنيسة أو يقوم بتفجير في منطقة حساسة".
واعتبر أن النظام قد يستغل مثل هذه العمليات "لتبرير حملات اعتقال وترسيخ نظام ديكتاتوري أكبر"، مضيفا "حتى لو ثبت أن داعش هو من نفذ، فليس بعيدًا عنهم هذه الفكرة، فداعش منهم وكانوا سويا في بادية الشام".
وأشار الصحافي إلى أن "من استطاع القبض على خلايا داعش سابقًا، يمكنه اليوم ضبط مثل هذه الأحداث"، معتبرًا أن هناك "ما هو أعمق من مجرد فشل أمني".
واختتم مخلوف حديثه بالتأكيد على أن "الشعب السوري ليس طائفيًا، لكن هناك من يحاول ترسيخ هذه الفكرة لتقسيم البلاد"، محذرًا من أن استمرار مثل هذه الأحداث سيؤدي إلى مزيد من الانقسام والمعاناة، وداعيًا إلى العدالة والأمن لجميع السوريين دون استثناء.
بحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة "رويترز"، فإن انتحاريًا دخل الكنيسة أثناء أداء المصلين للقداس، وقام بتفجير نفسه بواسطة سترة ناسفة، ما أدى إلى دمار واسع داخل الكنيسة وسقوط عشرات الضحايا، وأكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الانفجار أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح متفاوتة.
طالع أيضًا:
تفجير انتحاري يهز كنيسة مار إلياس في دمشق ويسفر عن سقوط ضحايا