بينما يشهد العالم زيادة ملحوظة في معدلات تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، طرح الطبيب النفسي البريطاني الدكتور علي إعجاز نظرية جديدة قد تغير الطريقة التي نعرف بها هذا الاضطراب.
في هذا التقرير، نلقي الضوء على ما كشفته دراسته حول العلاقة المحتملة بين نقص الحديد والأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب، وكيف يمكن أن يُحسن رفع مستوى الحديد وظائف الدماغ.
نظريات جديدة حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
تتزايد حالات تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في بريطانيا، ومع تزايد استخدام الأدوية المنشطة لعلاج هذا الاضطراب، تأتي نظرية الدكتور علي إعجاز لتسلط الضوء على سبب محتمل لا يعلمه الكثيرون.
وفقًا له، فإن نقص مخزون الحديد في الجسم قد يكون السبب الكامن وراء العديد من الأعراض المرتبطة بالاضطراب، مثل ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز وضباب الدماغ.
دراسة جديدة: نقص الحديد يسبب أعراضًا مشابهة للاضطراب
في مقطع فيديو على إنستغرام شاهده أكثر من 75 ألف شخص، تحدث الدكتور إعجاز عن تأثير نقص الحديد على الدماغ.
وقال: "إذا كان مخزون الحديد منخفضًا، لن يتمكن الدماغ من إنتاج الدوبامين بشكل سليم، ما يؤدي إلى تراجع التركيز والذاكرة وزيادة التهيج.
" ووفقًا للدراسة، فإن هذا النقص قد يسبب أعراضًا مشابهة تمامًا لتلك التي يعاني منها المصابون باضطراب فرط الحركة، حتى في الأشخاص الذين لا يعانون من الاضطراب نفسه.
التشخيص المفرط: هل نعزو الأعراض إلى اضطراب فرط الحركة؟
أشار الدكتور إعجاز إلى أن العديد من الأشخاص قد يسيئون تفسير أعراض نقص الحديد على أنها دليل على الإصابة باضطراب فرط الحركة.
وقد يؤدي ذلك إلى التشخيص المفرط، خاصة في ضوء تزايد التشخيصات الحديثة في العيادات الخاصة.
كما أشار إلى دراسة فرنسية عام 2008 التي أظهرت أن انخفاض الحديد لدى الأطفال يرتبط بصعوبات في التعلم وتراجع الأداء الأكاديمي.
اختبارات الحديد التقليدية قد لا تكون دقيقة
وفي مفارقة مثيرة، أوضح الدكتور إعجاز أن اختبارات الحديد التقليدية التي يجريها الأطباء قد لا تعكس بدقة حالة مخزون الحديد في الجسم، لأنها تقيس مستويات الحديد النشط في الدم، التي تتأثر بالعوامل الخارجية مثل الطعام أو التوتر.
ولذلك، نصح باستخدام قياس مستويات الفيريتين، البروتين المسؤول عن تخزين الحديد، للحصول على صورة أكثر دقة.
الحديد وأثره على الدماغ
يُعد الحديد عنصرًا أساسيًا في تكوين خلايا الدم الحمراء ونقل الأوكسجين في الجسم، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في الوظائف الدماغية مثل التركيز والطاقة.
وتتوفر مصادر الحديد في اللحوم الحمراء والكبد، وكذلك في الأطعمة النباتية مثل العدس والسبانخ.
وفيما يساعد الحديد على تحسين أداء الدماغ، يحذر الأطباء من الإفراط في تناوله، إذ قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل فشل الكبد واضطرابات في القلب والخصوبة.
دور مكملات الحديد في تحسين الأعراض
أظهرت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج عام 2023 أن رفع مستويات الحديد لدى النساء المصابات باضطراب فرط الحركة أدى إلى تحسن ملحوظ في مزاجهن، وطاقة الجسم، وجودة النوم.
وأكدت دراسة أخرى عام 2022 أن أكثر من 40% من النساء المصابات بالاضطراب يعانين من نقص الفيريتين، وأن العلاج بمكملات الحديد ساعدهن على تحسين الوظائف المعرفية والمزاج.
في ضوء هذه النتائج، يعتقد الدكتور إعجاز أن بعض حالات اضطراب فرط الحركة قد لا تحتاج إلى أدوية منشطة، بل إلى "مواد خام" أساسية مثل الحديد.
وخلص إلى القول: "أحيانًا لا يحتاج دماغك إلى المزيد من الجهد، بل إلى مزيد من التغذية. أطعم دماغك.. تصلح وظائفه."
طالع أيضًا
مخاطر غير متوقعة.. ماذا يخفي دواء فرط الحركة للأطفال؟