دخول أكثر من عشر حافلات إلى مدينة السويداء جنوبي سوريا، لإجلاء نحو 1500 شخص من عائلات العشائر البدوية الذين كانوا محتجزين داخل المدينة خلال الأيام الماضية، في أعقاب اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة من أبناء السويداء وأخرى من العشائر المحلية.
بدأت حافلات تابعة للحكومة السورية فجر اليوم الاثنين بإجلاء المصابين والمحتجزين، وذلك بالتزامن مع جهود رسمية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن مقتل العشرات.
وتضم القافلة نساء وأطفالًا وكبار سن، إضافة إلى عدد من المصابين جراء المواجهات الأخيرة. وبحسب مصادر مطلعة، من المقرر أن تتجه القافلة إلى بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، حيث جرى تجهيز نقاط استقبال وحماية للعائلات المنقولة.
انتشار أمني لتأمين القافلة
بالتزامن مع بدء عملية الإجلاء، نشرت قوات الأمن السورية وحداتها على الطرق المؤدية من السويداء إلى درعا لتأمين مرور الحافلات، في إطار تطبيق التفاهمات التي أفضت إلى التهدئة.
اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين
أفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي لوكالة الأنباء السورية (سانا) بالتوصّل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء بسبب الظروف الراهنة، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم.
وأضاف "نؤكد التزامنا الكامل بتأمين خروج جميع الراغبين بمغادرة محافظة السويداء، وسنوفّر إمكانية الدخول إليها للراغبين بذلك، وذلك في إطار جهودنا المتواصلة لترسيخ الاستقرار وإعادة الأمان إلى المحافظة". ولفت إلى أن قوات الأمن فرضت طوقاً في محيط السويداء "لتأمينها وإيقاف الأعمال القتالية فيها؛ للحفاظ على المسار الذي سيؤدي إلى المصالحة والاستقرار في المحافظة".
توتر بين الرئاسة الروحية والحكومة
وفي سياق متصل، رفض الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، دخول وفد حكومي رسمي إلى السويداء برفقة قافلة مساعدات، وسمح فقط للهلال الأحمر بالدخول.
وطالبت الرئاسة الروحية، في بيان رسمي، بسحب الجيش السوري وقوات الأمن من كامل محيط جبل العرب وبلداته، ووقف كافة العمليات العسكرية.
العشائر تحذر من خرق الاتفاق
في المقابل، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية سحب مقاتليه من المدينة التزامًا باتفاق وقف إطلاق النار، محذرًا من “رد قاسٍ” في حال حدوث أي خرق من "العصابات الخارجة عن القانون".
نزوح جماعي جنوبي سوريا
وفي سياق متصل، كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 128 ألف شخص خلال أسبوع واحد في جنوب سوريا بسبب تصاعد المواجهات، بينها 43 ألفًا نزحوا في يوم واحد فقط بتاريخ 19 تموز/ يوليو، ما يعكس تفاقم الكارثة الإنسانية في المنطقة.
اقرأي أيضًا |
وسط تصاعد العنف..عشائر سوريا تعلن النفير العام دعماً للبدو في السويداء