أكدت المدربة الرياضية وصاحبة استوديو التدريب نهال راشد أن فهم شخصية الفرد هو الخطوة الأولى نحو اختيار التمرين الأنسب له، مما ينعكس إيجابًا على مستوى الالتزام والنتائج البدنية والنفسية، جاء ذلك تعليقًا على دراسة حديثة نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology، والتي تناولت العلاقة بين سمات الشخصية وأنواع التمارين الرياضية المفضلة.
التمرين ليس مجرد حركة... بل انعكاس للشخصية
تشير الدراسة إلى أن الأشخاص ينجذبون لأنواع مختلفة من التمارين بناءً على سماتهم النفسية، فمثلًا، يميل الأفراد الاجتماعيون إلى التمارين الجماعية عالية الشدة، مثل الكروس فيت أو الزومبا، حيث يجدون في التفاعل الجماعي دافعًا إضافيًا للاستمرار.
في المقابل، يفضل الأشخاص الذين يتصفون بسمة "العصابية" التمارين الفردية التي تُمارس بعيدًا عن الأنظار، مثل الجري أو تمارين المقاومة المنزلية، مع فترات استراحة قصيرة ومتكررة، مما يمنحهم شعورًا بالتحكم والخصوصية.
أما أصحاب الشخصية "الضميرية"، فهم غالبًا ما يتمتعون بلياقة بدنية متوازنة، نتيجة وعيهم العالي بفوائد الرياضة، وقدرتهم على الالتزام بخطط تدريبية طويلة الأمد.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
علم النفس الرياضي يفتح آفاقًا جديدة للتدريب الشخصي
وفي تعليقها على الدراسة، قالت فلامينيا رونكا، أستاذة علوم التمرين في جامعة كوليدج لندن، لـCNN: "تلعب الشخصية دورًا أساسيًا في تحديد نوع التمارين التي ينجذب إليها كلّ فرد.. وإذا استطعنا فهم هذه العلاقة، فسنتمكن من اتخاذ الخطوة الأولى بتشجيع الأشخاص غير النشطين على البدء في ممارسة الرياضة."
وأضافت أن هذا الفهم يمكن أن يساعد المدربين في تصميم برامج تدريبية أكثر تخصيصًا، مما يزيد من فعالية التدريب ويقلل من معدلات الانسحاب.
نهال راشد: التدريب يبدأ من الداخل قبل الخارج
من جانبها، شددت نهال راشد على أهمية أن يكون التدريب انعكاسًا لاحتياجات الفرد النفسية، وليس فقط أهدافه البدنية، قائلة: "حين يفهم الشخص نفسه، يصبح التمرين وسيلة للراحة والتوازن، لا مجرد مهمة يومية."
الرياضة ليست للجسد فقط... بل للعقل أيضًا
تفتح هذه الدراسة الباب أمام إعادة التفكير في طرق التدريب التقليدية، وتدعو إلى دمج علم النفس في تصميم البرامج الرياضية، ومع تزايد الوعي بأهمية الصحة النفسية، يبدو أن التمرين المناسب للشخصية قد يكون المفتاح الحقيقي لتحفيز الأفراد على تبني نمط حياة نشط ومستدام.
طالع أيضًا: