يرى وزير شؤون الأسرى السابق، قدورة فارس، أن أي نقاش استراتيجي يتعلق بإجراء انتخابات فلسطينية يجب أن يُبنى على حوار داخلي جاد بين جميع الأطياف الفلسطينية، وليس استجابة لضغوط خارجية أو توازنات إقليمية.
وتابع: "الحوار الجدي ضروري لبناء نظام سياسي متين والتوافق على صيغة تضمن تمثيل الجميع، حتى لا تتحول الانتخابات من فرصة ديمقراطية إلى عامل تعميق حالة الانقسام، وزيادة الشرخ الداخلي الفلسطيني، وارتفاع نسب المقاطعة الجماهيرية".
وأوضح فارس، في مداخلة هاتفية على إذاعة الشمس، أن التجارب السابقة والاتفاقيات الموقعة كانت غالبًا لمصالح الدول المنظمة، دون وجود إرادة فلسطينية حقيقية لتنفيذ مضامينها.
وتحدث فارس عن الصعوبات العملية لإجراء انتخابات شاملة في ظل الظروف القائمة في الضفة وغزة ومخيمات سوريا ولبنان، معتبرًا أن الشرط الأساسي أن تعكس الانتخابات المصالح الوطنية للفلسطينيين بعيدًا عن استرضاء أطراف خارجية.
واعتبر أن غياب الحوار الحقيقي يعمق الأزمة، محذرًا من أن أي قرارات تستثني قوى أساسية أو تُفهم كهيمنة ستؤدي إلى مزيد من التشرذم، مضيفًا: "ما يفيد الشعب الفلسطيني فعلاً هو بناء نظام سياسي متماسك وتخفيف حدة التوتر، وإلا سيكون هذا الجهد مجرد مضيعة للوقت".
ملف الأسرى
كما تطرق إلى الحديث عن قضية صفقة التبادل والرهائن، استعرض فارس تفاصيل المفاوضات، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تماطل حتى بعد التوقيع وتحاول التحايل على بنود الاتفاق، فيما تصر المقاومة الفلسطينية على إطلاق سراح كوكبة من الأسرى الذين رفضت إسرائيل الإفراج عنهم بصفقة وفاء الأحرار.
وأوضح أن المعيار الذي تم اعتماده في المرحلة الأولى كان "كل أسير إسرائيلي حي مقابل خمسين أسيرًا فلسطينيًا، ثلاثون منهم محكوم عليهم بالمؤبد".
واستطرد: "إسرائيل تسعى اليوم لتخفيض عدد الأسرى في أي صفقة لاحقة، بينما تصر المقاومة على رفع الأعداد وعدم الاستثناء من فئة المؤبدات، التفاوض لم يكن فرديًا على الأسماء إلا عند الضرورة، حيث كانت المقاومة تتمسك بأسماء رمزية مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، في حين تتحفظ إسرائيل لتبقى لها أوراق تفاوضية للمستقبل".