كشفت تقارير داخلية نُشرت اليوم، عبر وسائل إعلام إسرائيلية عن ارتفاع مقلق في حالات الانتحار بين صفوف الجنود الإسرائيليين، حيث أظهرت البيانات أن معظم هذه الحالات مرتبطة بصدمات نفسية ناجمة عن الحرب المستمرة في قطاع غزة، هذه الأرقام أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط العسكرية والسياسية، وسط دعوات لإعادة النظر في الدعم النفسي المقدم للجنود.
الحرب تترك آثارًا نفسية عميقة
بحسب ما نقلته قناة "كان" الإسرائيلية، فإن مسؤولًا كبيرًا في الجيش الإسرائيلي أكد أن "معظم حالات الانتحار نتجت عن الواقع المعقد الذي خلقته الحرب.. للحرب عواقب"، وأضاف أن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الجنود في الميدان، إلى جانب مشاهد الدمار والخسائر البشرية، تترك آثارًا عميقة لا تُمحى بسهولة، حتى بعد انتهاء المهام العسكرية.
أرقام مقلقة وتكتم رسمي
ورغم أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر بيانًا رسميًا مفصلًا حول عدد الحالات، فإن التسريبات تشير إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات الانتحار، خاصة بين الجنود العائدين من الخدمة في غزة، وتُظهر التقارير أن بعض الجنود كانوا يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، دون تلقي العلاج أو الدعم النفسي الكافي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دعوات لتعزيز الرعاية النفسية
في ظل هذه التطورات، بدأت أصوات داخل المؤسسة العسكرية تطالب بضرورة مراجعة آليات الدعم النفسي للجنود، وتوسيع برامج التأهيل النفسي بعد العودة من الخدمة، وقالت الخبيرة النفسية الإسرائيلية د. نوعا بن دافيد في تصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "الجنود لا يحتاجون فقط إلى التدريب العسكري، بل إلى احتضان نفسي حقيقي بعد التجربة القاسية التي يمرون بها، تجاهل هذه الجوانب قد يؤدي إلى نتائج مأساوية".
أزمة صامتة تتطلب تحركًا عاجلًا
تعكس هذه التقارير أزمة صامتة تتفاقم داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث لا تقتصر آثار الحرب على الجوانب العسكرية، بل تمتد إلى الصحة النفسية للجنود الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مع ذكريات مؤلمة وتجارب قاسية، وبينما تتواصل العمليات، يبدو أن التحدي الأكبر يكمن في معالجة ما بعد الحرب، قبل أن تتحول الصدمة إلى مأساة شخصية.
طالع أيضًا:
أكثر من 600 مسؤول أمني إسرائيلي سابق يطالبون ترامب بالتدخل لإنهاء الحرب في غزة