يرى الدكتور مصطفى إبراهيم، المحلل السياسي من غزة، أن التفاهمات التي جرت مؤخراً بين حركة حماس وإسرائيل تحت ضغط فصائل فلسطينية أخرى والوسطاء من قطر ومصر تمثل محاولة لتقريب وجهات النظر لمصلحة وطنية، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة.
وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس أن المفاوضات في القاهرة شهدت تعديلات على اتفاق وقف إطلاق النار، وحصلت موافقة مبدئية من حماس التي تواجه ضغوطاً هائلة من إسرائيل التي ترفض معظم المطالب.
وأكد إبراهيم أن القرار النهائي يظل بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض حتى الآن الكثير من النقاط، مما يضع العملية برمتها بين الأمل والانتظار، مع تدخلات مكثفة من الوسطاء القطريين والمصريين.
لكنه أشار إلى أن التجارب السابقة أثبتت صعوبة تحقيق إنجازات دائمة، حتى في أوقات إدارة بايدن، وسط استمرار الضغط العسكري.
حرب شاملة في غزة
وصف د. مصطفى الأوضاع على الأرض في غزة بأنها أشبه بالحرب الشاملة، موضحاً أن مليون ومئة ألف فلسطيني يعيشون في ظروف صعبة داخل المدينة الشمالية والجنوبية، مع استمرار تقدم الجيش الإسرائيلي في مناطق حساسة مثل البلدة القديمة ومحيطها، مما يخلق حالة من الخطر الكبير على السكان.
واتسطرد: "موازين القوى ليست متكافئة، ولا يوجد قتال تقليدي، بل حرب إبادة وقتل ممنهج باستخدام كافة الأدوات، ما دفع حماس والفصائل الفلسطينية إلى اتخاذ قرارات تفاوضية تحت ضغط شديد، لا سيما بعد استدعاء الجيش الإسرائيلي لستين ألف جندي احتياطي".
وأكد أن هدف إسرائيل الحالي يتعدى المعارك العسكرية، فهو تحويل غزة إلى خراب كامل وتهجير سكانها، وإنقاذ ما تبقى من قطاع غزة أصبح أولوية قصوى للفلسطينيين.
وأضاف أن حماس تمد يدها للسلام، لكن إسرائيل ترفض، والواقع يؤكد أن القوى المهيمنة هي التي تفرض الشروط الصعبة.
التجويع مستمر .. لا يوجد مساعدات
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يواصل سياسة التجويع والتدمير اليومي، ويكذب بشأن السماح بإدخال المساعدات، وسط معاناة يومية للسكان، وتهديدات مستمرة باستمرار العدوان وتهجير الفلسطينيين عبر قسر الهجرة والتشريد القسري.
وذكر أن الضغط الشعبي الفلسطيني والفصائلي أجبر حماس على الاستجابة للوسطاء الذين يسعون لإنهاء الحرب أو إعلان هدنة مؤقتة لمدة ستين يوماً، رغم التشريد والدمار الذي يحدث.
الفلسطينييون أمام خيار واحد
أوضح أن الكلام عن "اليوم التالي" محاولة إسرائيلية لإطالة أمد الصراع وعدم الوصول إلى حل حقيقي، خاصة مع الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل مهما اختلفت الإدارات، حيث لا يرغب نتنياهو بوجود سلطة شرعية فلسطينية سواء في غزة أو الضفة، ويدعم بدائل توصف بالضعيفة وغير الشرعية.
وأضاف: "المجتمع الدولي صامت أو متآمر، ولا يمارس ضغوطاً حقيقية على إسرائيل، التي تواصل سياسة تدمير الهوية الفلسطينية والتقسيم الجغرافي والديموغرافي لقطاع غزة".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الفلسطينيين يملكون خياراً واحداً فقط وهو الصمود رغم كل المعاناة، مشيراً إلى أن الأمل ما زال حاضراً طالما هناك رواية الفلسطينيين العظام المستمرة.