قال البروفيسور أيمن يوسف، المختص في العلاقات الدولية والمحاضر في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، إن المرحلة الحالية تشهد تدخلات في المصالح المتعددة والتي تؤثر على سوريا.
واستطرد: " هذه التدخلات تحدث مع تصاعد حالات التفكك الداخلي التي تعيشها الدولة، خاصة بين الأقليات مثل الدروز والأكراد والمسيحيين والعلويين، وهو ما استغلته إسرائيل لتأجيج الانقسامات وزيادة النفوذ في المنطقة".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الاتفاقات الأخيرة التي وقّعها النظام السوري برئاسة أحمد الشرع، تهدف إلى تخفيف التأثيرات الإسرائيلية على الداخل السوري، وتحجيم التدخلات الخارجية.
وأشار إلى أن سوريا بقيت دولة مركزية تاريخياً، وخاضت معظم الحروب العربية ضد إسرائيل، إلا أن التطورات الأخيرة تضع النظام أمام خيار السلام الاقتصادي مع إسرائيل، ربما بشروط أقل صرامة من سابق عهد حافظ الأسد، متوقعاً أن تفاوضات الجولان ستتركز على الأراضي المحتلة حديثًا وليس على حدود عام 1967.
وأوضح أن الجولان قد تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية مع إمكانية فتح المرور والاستثمار، في إطار صفقة سلام اقتصادي لا سياسية، مدعومة بمصالح أمريكية وعربية.
أ.د. أيمن يوسف: هذه هي المعادلة الجديدة لوحدة سوريا
وأوضح أن وحدة الدولة السورية أصبحت رهينة للتوافق الأمريكي الإسرائيلي، ومضاعفاً ذلك التدفقات المالية الخليجية التي قد تدعم النظام لكنها قد تؤدي إلى مزيد من التفكك الداخلي وتزايد قوة الأقليات على حساب الحضور المركزي للدولة.
وأكد أن المرحلة القادمة قد تشهد دولة سورية منشطرة فعليًا، مع ضعف السلطة خارج دمشق.
ما هي أوراق الضغط بيد الشرع؟
وعن أوراق الضغط المتاحة لأحمد الشرع، أكد البروفيسور أيمن يوسف أن النفوذ الداخلي ضعيف وينحصر في السيطرة الأمنية المحدودة، واضطراره للرهان على التحالفات الإقليمية مثل تركيا وقطر والإمارات. ورأى أن المثلث الخليجي-الأمريكي-الأوروبي يمنح النظام شرعية خارجية لكنه يزيد الضغط عليه لقبول اتفاقات مع إسرائيل.
وشدّد على أن التدخلات الإقليمية والانعكاسات السلبية على الملف الفلسطيني برزت بشكل واضح، وتنبئ بأن الحلول السياسية صعبة، وأن المتوقع أن يكون السلام واقعًا اقتصادياً أكثر منه سياسياً، مع استمرار تدمير قطاع غزة، وسيطرة إسرائيل على معظم الضفة الغربية عبر الاستيطان.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تسعى لتعزيز السلام الاقتصادي مدعومًا برؤية عسكرية لضرب أواصر الدولة الفلسطينية.