نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، صحة ما تداولته وسائل إعلام عبرية وعربية بشأن استعداد إسرائيل لتسليم مزارع شبعا إلى سوريا ضمن ترتيبات سياسية أو أمنية محتملة، وجاء النفي الرسمي بعد تقارير تحدثت عن مفاوضات سرية بين تل أبيب ودمشق، تتضمن مقايضة مزارع شبعا بمواقف سورية من هضبة الجولان.
تقارير متضاربة وموقف رسمي حاسم
وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها قناة "كان"، كانت قد كشفت عن وجود مشاورات غير معلنة بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين، تناولت إمكانية تسليم مزارع شبعا إلى دمشق مقابل تنازل الأخيرة عن مطالبها في الجولان، إلا أن مكتب نتنياهو سارع إلى إصدار بيان مقتضب جاء فيه: "لا صحة لما يُتداول بشأن استعداد إسرائيل لتسليم مزارع شبعا، ولم تُطرح هذه المسألة في أي محادثات رسمية أو غير رسمية."
خلفية سياسية معقدة
مزارع شبعا، الواقعة على الحدود بين لبنان وسوريا، تُعد من أكثر المناطق حساسية في ملف النزاع الحدودي، حيث تطالب بها لبنان رسميًا، بينما تتجنب سوريا الخوض العلني في تفاصيلها، وقد استخدم حزب الله هذه القضية لسنوات كجزء من خطابه السياسي، معتبرًا أن تحريرها يمثل أولوية وطنية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن أي نقاش حول هذه المنطقة لا يمكن فصله عن ملف ترسيم الحدود الثلاثية بين لبنان وسوريا وإسرائيل، وهو ملف ظل مجمدًا لعقود بسبب تعقيدات سياسية وأمنية.
ردود فعل لبنانية وسورية
مصدر سوري مقرب من السلطة أوضح أن "ربط قضية مزارع شبعا بمسألة الجولان غير مطروح حاليًا"، مشيرًا إلى أن الأولويات السورية تتركز على ملفات داخلية أكثر إلحاحًا، من جانبه، أكد مسؤول لبناني أن "مزارع شبعا أرض لبنانية، ولا يحق لأي طرف التفاوض بشأنها دون الرجوع إلى الدولة اللبنانية".
لا تنازلات في الملفات السيادية
النفي الإسرائيلي الرسمي يعكس حساسية الملف، ويؤكد أن مزارع شبعا ستبقى نقطة خلافية في المشهد الإقليمي، ما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تضمن الحقوق السيادية لجميع الأطراف، وبينما تتواصل التكهنات، يبقى الموقف الرسمي الإسرائيلي واضحًا: لا مفاوضات، ولا تنازلات.
طالع أيضًا:
عملية إنزال جوي جنوب دمشق: تحركات عسكرية إسرائيلية تثير القلق الإقليمي