مستقبل القائمة المشتركة بين تطلعات الجمهور وتعقيدات الواقع السياسي

مستقبل القائمة المشتركة بين تطلعات الجمهور وتعقيدات الواقع السياسي

أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت خلال الأشهر الماضية إلى رغبة كبيرة بين الجماهير العربية في إسرائيل لتوحيد الأحزاب السياسية ضمن قائمة مشتركة تعيد إنتاج النجاح الذي تحقق في انتخابات 2015، وتجربة السنوات 2019 و2020، حيث أظهرت نسبة تفوق 85% من المواطنين موافقتهم على هذا التوجه.



::
::



ولحديث أوسع حول هذا الموضوع، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع د. محمد الخلايلة، المحاضر في جامعة حيفا، ود.سليم بريك، المحلل السياسي.



من جانبه أكد د.خلايلة أن العنوان الأبرز في المشهد السياسي هو رغبة الناس في الوحدة السياسية، ورفضهم للتجزئة والنزاعات الحزبية التي أضعفت الصوت الفلسطيني.



وأوضح أن كل الأحزاب تسعى للتأثير ولكن بدرجات مختلفة، حيث إن الحزب السياسي يسعى للوصول إلى السلطة والتأثير على مجريات الأمور العامة، في حين أن الحركة تركز على التأثير على الرأي العام والحراك الجماهيري.



كيف يشجع النظام الديمقراطي في إسرائيل للانضمام إلى ائتلافات حكومية؟



وأضاف أن النظام الديمقراطي في إسرائيل يشجع الأحزاب على الانضمام إلى ائتلافات حكومية من أجل التأثير الحقيقي، وهو ما يفتح المجال لتقارب ممكن بين الأحزاب لتحقيق هدف مشترك.



وفي حديثه قدم د. سليم بريك رؤية توازنية وتحليلية، مشيراً إلى أن أهمية الاستطلاعات الحالية محدودة نظراً لبُعد موعد الانتخابات، وأن الأسئلة المتعلقة بالوحدة عادة ما تكون ضمن ما يُعرف بالأسئلة المعيارية التي يجيب عليها الجمهور بشكل إيجابي لكن الواقع يعكس تعقيدات أيديولوجية عميقة بين الأحزاب المختلفة، خاصة بين العلمانيين والليبراليين من جهة، والأحزاب الدينية أو القومية من جهة أخرى.



القضايا المشتركة أساس الوحدة بين الأحزاب العربية



وأوضح بريك أنه رغم هذه الخلافات الأيديولوجية، فإن هناك قواسم مشتركة واسعة بين الأحزاب على قضايا مهمة مثل مكافحة العنف، تعزيز المساواة، دعم البلدات العربية، والقضية الفلسطينية، وهذه الملفات يمكن أن تشكل الأساس للوحدة العملية.



كما أشار بريك إلى دروس التجربة السابقة في 2022، حيث أدت مشاركات سياسية محددة إلى نتائج سلبية وسياسية، مشدداً على أن المشاركة السياسية يجب أن تكون بناءة وليست مجرد مناصرة من أجل المناصرة.



وبسؤال د. محمد الخلايلة عن الواقعية السياسية الحالية، أكد أن التوجه يجب أن يكون براغماتيًا، مع التركيز على أكبر قاعدة تمثيلية ممكنة، سواء كانت القائمة مشتركة أو تقسيمها إلى قائمتين توافقية، مشيراً إلى تصريحات بعض القادة مثل منصور عباس التي تعكس رغبة في التحرر من بعض التزامات القائمة المشتركة.



توحيد القوائم السبيل الوحيد لزيادة المشاركة الشعبية



ولفت الخلايلة إلى أن نسبة التصويت المنخفضة (52% في الانتخابات الأخيرة) تمثل تحدياً كبيراً، وأن توحيد القوائم أو تنسيقها هو السبيل لزيادة المشاركة الشعبية وتقوية التأثير السياسي.



وأشار خلايلة إلى أن وجود القائمة المشتركة يجعلها لاعباً محورياً في حالة تعادل المعسكرات داخل الكنيست، سواء كبيضة القبان أو كقائدة للمعارضة، وهو ما يعيد السياسة العربية إلى صدارة النقاشات الداخلية والخارجية.



في جانب شامل، اتفق الضيفان على أن الوحدة السياسية ليست مجرد شعار بل ضرورة وجودية في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المجتمع الفلسطيني في الداخل والضفة وغزة، مما يستوجب تجاوز الخلافات الأيديولوجية والتركيز على برنامج عمل مشترك وحقيقي وصفه الخلايلة بأنه الشماعة التي ترفعها الأحزاب أحيانًا لتفادي المسؤولية.



ما هي أهم خطوة في تفاصيل البرنامج السياسي؟



وأكد كلاهما أن الحوار حول تفاصيل البرنامج السياسي يجب ألا يصبح عائقاً أمام تشكيل القائمة، بل يجب أن تكون الخطوة الأولى هي الاتفاق على الوجوه المشتركة والمضي إلى الانتخابات بواجهة موحدة أو شبه موحدة.



وتطرق الحديث إلى التحدي الداخلي المتعلق بقيادة القائمة المشتركة وأهمية التفاهم بين مكوناتها، لاسيما بعد التصريحات التي أطلقها منصور عباس، حيث عبر بريك عن اعتقاده بأن هذا الملف قابل للحل عبر تفاهمات تتيح لكل طرف مساحة سياسية داخل القائمة.  


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play