شهدت مدينة أم الفحم صباح اليوم الأحد حالة من التوتر والقلق، عقب زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى المدينة برفقة قوات من الشرطة، حيث قام بجولة ميدانية شملت اقتحام عدد من المنازل، ما أثار موجة من الاستياء والغضب بين السكان المحليين.
اقتحامات بحجة فحص تراخيص البناء
بحسب إفادات من أهالي المدينة، فإن قوات الشرطة التي رافقت الوزير قامت باقتحام عدة منازل في أحياء مختلفة، تحت ذريعة فحص تراخيص البناء، والسكان اعتبروا هذه الخطوة استفزازًا مباشرًا ومساسًا بكرامتهم وخصوصيتهم، خاصة أن الاقتحامات جاءت دون سابق إنذار، وفي توقيت حساس تشهده المدينة.
وقال أحد سكان أم الفحم: "ما حدث اليوم ليس إجراءً إداريًا، بل رسالة سياسية واضحة تهدف إلى ترهيبنا وإظهار القوة، ونحن نرفض هذه الأساليب التي تنتهك أبسط حقوقنا."
بيان حازم من بلدية أم الفحم
وفي بيان شديد اللهجة، عبّرت بلدية أم الفحم عن رفضها القاطع لزيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى المدينة صباح الأحد، ووصفتها بأنها اقتحام غير مرحّب به، تم دون أي تنسيق مسبق مع الجهات الرسمية المحلية.
وأكدت البلدية أن هذه الزيارة لا تحمل أي طابع قانوني أو مهني، بل تأتي في سياق استعراضي هدفه التحريض والتضييق على السكان، تحت ذرائع تنفيذ أوامر هدم للبيوت غير المرخصة.
والبيان أشار إلى أن مثل هذه التحركات تمثل محاولة مكشوفة لتوظيف المدينة في حملات دعائية وانتخابية، ورفضت البلدية أن تكون أم الفحم ساحةً لهذا النوع من الاستعراضات السياسية.
كما شددت على أن المدينة ستبقى عصيّة على سياسات الترهيب، وستواصل الدفاع عن حقها في العيش الكريم وتعمير أرضها، بعيدًا عن الخطابات العنصرية التي يحملها الوزير الزائر.
ونقولها بوضوح: لا أهلاً ولا سهلاً بمثل هذه الزيارات، ولا مكان للعنصرية في مدينتنا. أم الفحم ستبقى عصيّة على سياسات الترهيب، وستواصل التمسك بحقها في العيش الكريم، وتعمير أرضها وبيوتها.
تصاعد الاحتقان الشعبي في المدينة
التحركات الأمنية التي رافقت زيارة الوزير زادت من حالة الاحتقان في المدينة، التي تشهد منذ فترة طويلة توترًا متصاعدًا بسبب ما يصفه السكان بـ"سياسات التضييق"، والأهالي عبّروا عن رفضهم لما وصفوه بـ"الاقتحامات الاستفزازية"، مؤكدين أنها تمس بأمنهم واستقرارهم، وتُفاقم من شعورهم بعدم الأمان داخل منازلهم.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دعوات لوقف التصعيد واحترام الخصوصية
في ظل هذه التطورات، طالب عدد من الشخصيات المحلية والناشطين بوقف هذه الممارسات، داعين إلى احترام خصوصية السكان، والامتناع عن استخدام الذرائع الإدارية كغطاء لتحركات أمنية تحمل طابعًا سياسيًا. كما دعوا إلى فتح حوار جاد مع الجهات الرسمية لمعالجة القضايا العالقة بعيدًا عن التصعيد الميداني.
بيان من أحد وجهاء المدينة
وفي تصريح لأحد وجهاء أم الفحم، جاء فيه: "نحن لا نرفض تطبيق القانون، لكننا نرفض أن يُستخدم كأداة للترهيب والإهانة. ما جرى اليوم يُعد تجاوزًا لكل الأعراف، ويجب أن يتوقف فورًا."
أم الفحم تطالب بالكرامة والعدالة
زيارة بن غفير إلى أم الفحم وما رافقها من اقتحامات فجائية، فتحت بابًا جديدًا من الجدل حول العلاقة بين السلطات والسكان العرب في الداخل، وبينما تتصاعد الدعوات لوقف هذه الممارسات، يبقى صوت الأهالي واضحًا: لا للمساس بالكرامة، ولا للتعامل الأمني المفرط مع قضايا مدنية، في مدينة تطالب بالعدالة والاحترام.
طالع أيضًا:
بن غفير يوسّع نطاق التسلّح المدني: 100 ألف مؤهل جديد لحمل السلاح في إسرائيل