تشهد محافظات وسط وشمال قطاع غزة موجة نزوح كبيرة بين السكان الذين يسيرون مشياً على الأقدام بحثاً عن ملاذ آمن، وسط نقص حاد في وسائل النقل وارتفاع حدة القصف الإسرائيلي على المناطق السكنية.
وقال الصحفي عماد أبو شاويش إن المخيمات في المنطقة الوسطى وخاصة مخيم النصيرات بدأت تمتلئ بالنازحين الذين لا يجدون وسائل نقل، ويمشون لمسافات تصل إلى 17 إلى 20 كيلومتراً حاملين ما استطاعوا من متاعهم وأمتعتهم.
وأضاف في مداخلة هاتفية، عبر برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن غالبية المركبات التي تتحرك في هذه المناطق مزدحمة للغاية، وتقل مئات الأشخاص دفعة واحدة، مع غياب وقود السيارات ووسائل النقل العامة.
وأشار إلى أن عدد من أبراج السكن في مدينة غزة تعرضت للتدمير، إضافة إلى أن الكثير من السكان هجروا بيوتهم وهم على يقين بقدوم مزيد من الدمار على المدينة التي تعاني أزمات سكنية حادة بسبب اكتظاظ السكان.
وأضاف أن مخيم النصيرات والبلدات المجاورة تتعرض لضغوط غير مسبوقة بسبب ازدحام النازحين وهروب الناس من مناطق القصف في شمال القطاع ومدينة غزة.
وتابع: "هناك قرابة 2 مليون مازالوا متواجدين في قطاع غزة، منهم قرابة 1.2 هم سكان شمال القطاع، والبعض ذهب من الشمال إلى الجنوب لم يجدوا أماكن فارغة أو خيام، ثم عادوا إلى المال مرة أخرى".
غياب المساعدات
وتطرق "أبو شاويش" إلى واقع نقص الغذاء والدواء، مع غياب شبه كامل للمساعدات الإنسانية في شمال غزة، بسبب السياسات الإسرائيلية التي تمنع إدخال المساعدات إلى هذه المناطق، بينما تدخل بعض المساعدات عبر ممرات محدودة في الجنوب بكميات لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.
ونوّه إلى تردي أوضاع النازحين الذين يقيمون الآن في مساكن ضيقة لا تتجاوز مساحتها 50 متراً مربعاً، يسكنها أكثر من 30 شخصاً، في ظل غياب الخيام والملاجئ الكافية، ما يجعل الكثير مضطرين للفرش على الشوارع والميادين للسكن مؤقتاً.
وأكد أن القصف مستمر حتى الآن على معظم المناطق في الجنوب والوسطى، مما يزيد من حالة الخوف والفوضى بين المدنيين، مع قطع للإنترنت والاتصالات في شمال القطاع، ما يعقد من إمكانية التنسيق وتقليل الأضرار.