يرى الدكتور محمد خلايلة، المحاضر في العلوم السياسية بجامعة حيفا، أن الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 أثرت بشكل كارثي على حياة المواطنين العرب في إسرائيل، ليس فقط في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بل امتدت لتشمل المكانة القانونية والسياسية وحرية التعبير.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الحكومة الإسرائيلية والمؤسسات الأمنية فرضت حالة طوارئ وتعزيزات أمنية استباقية منذ بداية الحرب، مستهدفة قمع أي تعبير سياسي أو احتجاج، وتنفيذ عقوبات صارمة بحق المهتمين بإبداء مواقف تتعارض مع الخطاب الرسمي.
وقال إن الشرطة استخدمت القانون كوسيلة لقمع الأصوات، حتى ضد طلاب الجامعات والفاعلين في المؤسسات التعليمية، معتبرًا أن الجامعات نفسها انضمت إلى ما وصفه بـ "السلطة الخامسة" التي تدعم سياسات تكميم الأفواه وإسكات كل صوت معارض.
تصاعد تيار اليمين
وأشار إلى أن المجتمع العربي أجمع ما بين الخوف والمسؤولية في تعامله مع الوضع المعقد، خاصة مع تصاعد قوى اليمين الديني المتشدد التي تعززت منذ تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة عام 2009، والتي ترفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين داخل إسرائيل وتسعى إلى تهميشهم وإفراغ مكانتهم القانونية والاجتماعية.
ونبه خلايلة إلى أن هذا الواقع السياسي والأمني أعاق تطوير موقف وطني موحد داخل الصفوف العربية، حيث استمر الانقسام بين الأحزاب والقيادات، مما يعيق بلورة استراتيجية مشتركة لمواجهة التحديات.
خلاف سياسي
وتابع: "هناك تيارين سياسيين رئيسيين؛ تيار يسعى للمشاركة في الحكومة واستثمار آليات اتخاذ القرار لتحسين أوضاع المجتمع، وتيار رافض لتلك المشاركة بسبب عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، ما يعكس عمق الخلاف السياسي داخل المجتمع العربي".
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الأحداث الأخيرة محورية وتتطلب نضجًا وتوافقًا داخل المجتمع العربي، مع ضرورة تجاوز الانقسامات والسياسات القمعية لضمان تمثيل حقيقي وفاعلية سياسية.