أكد الدكتور ياسر أبو جامع، مدير برنامج غزة للصحة النفسية، أن سكان قطاع غزة يعيشون اليوم أطول وأعمق أزمة نفسية في التاريخ الحديث.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن أكثر من مليوني فلسطيني بينهم مليون طفل يعانون من صدمات نفسية متكررة منذ أكثر من عامين، نتيجة الحرب المتواصلة والنزوح وفقدان المأوى.
80% من المنازل مدمرة في قطاع غزة
وأوضح "أبو جامع" أن أكثر من 80% من منازل القطاع مدمرة، وأن معظم السكان يقيمون في مخيمات نزوح ضيقة وغير مجهزة، خاصة في مناطق المواصي وخان يونس، مشيرًا إلى أن نحو مليون فلسطيني يعيشون اليوم في أوضاع إنسانية ونفسية قاسية للغاية.
وأضاف أن برنامج غزة للصحة النفسية يعمل حاليًا من خلال ثلاث خدمات رئيسية:
أولا: الإسعاف النفسي الأولي، ويقدمه نحو 120 مختصًا ومختصة يزورون العائلات في أماكن نزوحهم لتقديم الدعم النفسي والتقييم الأولي وتحديد الحاجة إلى تدخلات متقدمة.
ثانيا: العلاج النفسي المتخصص، ويقدمه أخصائيون من ذوي الخبرة في أماكن مؤقتة، بعد أن تم تدمير مركزين للبرنامج وتضرر الثالث بشدة.
ثالثا: رعاية ودعم مزوّدي الخدمة النفسية، من خلال جلسات إشرافية وإرشادية تهدف إلى مساعدة المعالجين أنفسهم على تجاوز الصدمات التي يتعرضون لها.
تدريب كوادر جديدة
وأشار أبو جامع إلى أن البرنامج اضطر إلى تدريب كوادر جديدة خلال الحرب نفسها، بالتعاون مع مؤسسات محلية، لتوسيع قاعدة العاملين في مجال الدعم النفسي.
وحول مدى فعالية العلاج النفسي في ظل هذا الدمار، قال: "كل الأدبيات العلمية لا يمكن تطبيقها على غزة، لأن حجم التعرض للصدمات غير مسبوق، والآثار النفسية ستكون طويلة الأمد، خصوصًا على الأطفال الذين يعيشون في بيئة غير آمنة وغير جاهزة للتعليم أو الرعاية".
وأكد أن التواصل مستمر مع معالجين فلسطينيين داخل الضفة وخارجها عبر الإنترنت، لكن ضعف الاتصالات والإنترنت يحد من فعالية هذا التعاون.