في الوقت الذي يُعرّف فيه الاكتئاب عادةً بأنه حالة من الحزن والانعزال وفقدان الاهتمام بالحياة، تكشف الدراسات الحديثة عن وجه آخر أكثر خفاءً لدى الرجال.
فبدلاً من الدموع أو الانطواء، قد يظهر الاكتئاب الذكوري في صورة غضبٍ متفجر، وعدوانيةٍ مبالغ فيها، ورغبةٍ في خوض المخاطر. تحذير أطلقته أخصائية علم النفس الروسية الدكتورة يوليا رومانينكو، التي ترى أن هذه السلوكيات ما هي إلا “قناع نفسي” يخفي خلفه مشاعر عجز وألم داخلي عميق.
الاكتئاب الذكوري.. غضب يخفي الحزن
بحسب ما نقل موقع gazeta.ru، تؤكد الدكتورة رومانينكو أن الرجال غالبًا ما يعبرون عن الاكتئاب بطرق غير تقليدية تختلف عن الصورة النمطية الشائعة، والسبب يعود إلى صعوبة الاعتراف بالمشاعر الضعيفة مثل الحزن أو الخوف.
وتضيف: "الغضب في كثير من الأحيان ليس سوى وسيلة لتغطية مشاعر الفقد والعجز الداخلي"، في إشارة إلى أن العدوانية قد تكون آلية دفاع نفسية وليست سلوكًا عدائيًا حقيقيًا.
إشارات مبكرة خفية لا يلتفت إليها كثيرون
تحذر الأخصائية من أن الأزمات النفسية العميقة قد تدفع الرجل إلى فقدان الاهتمام بما كان يحبّه سابقًا، سواء في العمل أو الهوايات أو العلاقات.
ومع تصاعد الإحساس بالفراغ والملل، يبدأ البعض في البحث عن إثارة مصطنعة عبر ممارسة الرياضات الخطرة أو التصرفات المندفعة، كوسيلة للهروب من الواقع أو محاولة لاستعادة الإحساس بالحياة.
الإثارة ليست علاجًا.. والحياة تبدأ من الداخل
تشير رومانينكو إلى أن هذه الأنشطة تمنح شعورًا مؤقتًا بالحيوية بفضل ارتفاع هرمون الكورتيزول، لكنها لا تعالج جذور المشكلة.
فـ"الشعور بالحياة الحقيقية"، كما تقول، لا يعتمد على محفزات خارجية، بل على القدرة الداخلية على إيجاد المعنى والشعور العميق بالذات.
ولهذا، توصي الأخصائية بضرورة التعرف المبكر على علامات الاكتئاب لدى الرجال، والسعي إلى الدعم النفسي والعلاجي قبل أن تتفاقم الأعراض أو تتحول إلى سلوكيات خطرة.
طالع أيضًا
أعراض صامتة تنذر بانخفاض التستوستيرون.. كل ما تريده عن سن اليأس الذكوري