دراسة: تقليل استخدام المنصات الاجتماعية إلى أقل من ساعة يوميًا يحسن المزاج والنوم

Shutterstock

Shutterstock

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لملايين الأشخاص حول العالم. فهي وسيلة للتفاعل، ومتابعة الأخبار، والتقرب من الآخرين.


ومع ذلك، تكشف دراسات متزايدة أن هذا العالم الافتراضي لا يخلو من الجوانب المظلمة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية والمزاج العام.


ووفقًا لتقرير نشره موقع Verywell Mind، فإن الاستخدام المفرط لتلك المنصات يرتبط بزيادة مشاعر القلق والاكتئاب، نتيجة المقارنات الاجتماعية المتكررة، والتعرض للأخبار السلبية، وأحيانًا للتنمر الإلكتروني.


فالتفاعل المستمر مع الشاشات يغير طريقة إدراك الفرد لذاته وللعالم من حوله، مما يخلق دائرة من التوتر النفسي يصعب كسرها.


المقارنة الدائمة: فخ الصورة المثالية


تُعد المقارنة من أبرز المظاهر السلبية في عالم التواصل الاجتماعي. فالمستخدم يجد نفسه يوميًا أمام صور ومنشورات تُظهر حياة الآخرين في أبهى حالاتها، مما يجعله يقارن بين واقعه وما يراه على الشاشة.


هذا التناقض يولّد شعورًا بالنقص أو بعدم الرضا، حتى لدى من يعيشون حياة مستقرة.


وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا على هذه المنصات هم الأكثر عرضة للشعور بالحسد والتقليل من الذات، وهو ما يفاقم من أعراض الاكتئاب ويضعف الثقة بالنفس.


تدفق الأخبار المستمر: حين تتحول المعلومة إلى عبء


لم تعد الأخبار تأتي في أوقات محددة، بل أصبحت تتدفق على مدار الساعة عبر الهواتف الذكية.


ومعظم هذا المحتوى يميل إلى السلبية  من كوارث وأزمات سياسية إلى حوادث مأساوية.


هذا التدفق المستمر للمعلومات السلبية يبقي الدماغ في حالة تأهب دائم، فيرتفع مستوى هرمون الكورتيزول، ويزداد الشعور بالإرهاق وفقدان الأمل.


يطلق علماء النفس على هذه الظاهرة اسم "التمرير الكئيب"، وهي عادة تصفح الأخبار السيئة دون توقف رغم الشعور بالانزعاج منها.


التنمر الإلكتروني: أذى بلا جروح ظاهرة


في الماضي، كان التنمر يحدث في المدارس أو أماكن العمل، لكن مع انتشار الإنترنت، اتخذ شكلاً جديدًا أكثر خطورة.


فبمجرد ضغطة زر، يمكن نشر تعليق جارح أو إشاعة تمس سمعة شخص ما وتنتشر بسرعة كبيرة.


النتيجة أن الضحية تعيش تحت ضغط دائم، إذ يمتد الأذى إلى كل لحظة من يومها عبر الهاتف.


هذا النوع من التنمر لا يترك علامات جسدية، لكنه يترك أثرًا نفسيًا عميقًا قد يؤدي إلى العزلة والقلق وحتى الأفكار الانتحارية في بعض الحالات.


الخوف من الغياب (FOMO): هوس المشاركة المستمر


من بين الظواهر الحديثة التي تربطها الدراسات بالاكتئاب الرقمي ما يُعرف بـ "الخوف من تفويت الفرصة" أو FOMO، وهو شعور بالقلق من أن الآخرين يعيشون تجارب ممتعة في غيابك.


كل منشور أو قصة يراها المستخدم تثير داخله رغبة في اللحاق بالآخرين أو إثبات وجوده. ومع الوقت، يتحول هذا الشعور إلى ضغط نفسي مزمن يقلل من الثقة بالنفس ويزيد من التوتر.


تقليل الاستخدام: علاج بسيط بفعالية كبيرة


الخبر الجيد هو أن الحل لا يكمن في الانعزال التام، بل في تقليل الاستخدام بشكل مدروس.


فقد وجدت أبحاث عديدة أن تقليص وقت تصفح المنصات إلى أقل من ساعة يوميًا ينعكس إيجابيًا على المزاج والنوم والتركيز.


كما أن الانخراط في أنشطة واقعية مثل المشي، القراءة، أو لقاء الأصدقاء يساهم في استعادة التوازن النفسي والإحساس بالانتماء الحقيقي بعيدًا عن المقارنات الرقمية.


الوعي هو البداية


يرى الخبراء أن الاستخدام الواعي هو المفتاح للحفاظ على التوازن النفسي.


تحديد أوقات ثابتة للتصفح، وإيقاف الإشعارات، وتجنب الحسابات المثيرة للمشاعر السلبية خطوات بسيطة لكنها فعالة.


كما يمكن لممارسات مثل التأمل أو التنفس العميق أن تساعد على تهدئة الذهن وإعادة ضبط الإيقاع بعد فترات طويلة من التصفح.


طالع أيضًا 


لغة الجسد عند الأطفال.. 6 إشارات صغيرة تكشف مشاعر كبيرة

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play