في السنوات الأخيرة، أصبحت القهوة أكثر من مجرد مشروب صباحي، فقد تحولت إلى محور دراسات عديدة تربط بين استهلاكها المعتدل وتحسين الصحة العامة.
لكن المفاجأة الأبرز جاءت مؤخرًا مع دراسة جديدة تكشف أن القهوة قد تحمل فوائد غير متوقعة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة.
فهل يمكن أن يكون فنجان القهوة اليومي مفتاحًا لإطالة العمر البيولوجي لهؤلاء المرضى؟ التقرير التالي يوضح التفاصيل.
ما علاقة القهوة بالصحة النفسية؟
أظهرت الدراسة الحديثة أن شرب 3 إلى 4 أكواب من القهوة يوميًا يرتبط بفوائد مهمة لدى المصابين باضطرابات نفسية شديدة مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، مقارنةً بمن لا يشربون القهوة مطلقًا.
ويرجع الاهتمام بهذه الفئة تحديدًا إلى أنها تعاني انخفاضًا كبيرًا في متوسط العمر – يصل إلى 15 عامًا أقل من الأشخاص الأصحاء نفسيًا – نتيجة ارتفاع مخاطر أمراض القلب والسرطان والشيخوخة المبكرة.
الخلفية العلمية للدراسة
نُشرت الدراسة عبر British Medical Group، وكشفت أن القهوة تؤثر إيجابيًا على التيلوميرات، وهي نهايات الكروموسومات التي تحمي المادة الوراثية من التلف.
وطول التيلوميرات مؤشر مباشر على العمر البيولوجي؛ إذ يُشبه احتفاظها بطولها إضافة نحو خمس سنوات إلى العمر البيولوجي للمريض.
تفاصيل الدراسة وعدد المشاركين
شملت الدراسة 436 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، يعانون من الفصام أو اضطرابات المزاج المصحوبة بالذهان.
وجرى تقييم استهلاك القهوة على أربع مستويات:
لا يشرب القهوة
كوب إلى كوبين يوميًا
3–4 أكواب يوميًا
5 أكواب أو أكثر
وتبين أن الفئة التي تستهلك 3–4 أكواب يوميًا هي الأكثر استفادة؛ إذ سجل المشاركون أطول تيلوميرات، بينما أدى شرب أكثر من 5 أكواب إلى نتائج سلبية تشمل تقصير التيلوميرات وزيادة الإجهاد الخلوي.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
لماذا قد تساعد القهوة؟ التفسير العلمي للنتائج
يرى الباحثون أن السر يكمن في المركبات المضادة للأكسدة الموجودة في القهوة، أبرزها:
حمض الكلوروجينيك (CGA)
الكافستول والكاهويول
التريجونيلين
الميلانودين
هذه المواد تقلل الالتهابات وتحمي الخلايا من التلف، وهي عوامل ذات أهمية عالية لدى مرضى الاضطرابات النفسية الشديدة الذين يعانون عادةً من مستويات مرتفعة من الالتهاب.
تحذيرات الخبراء وحدود الدراسة
رغم النتائج الواعدة، تؤكد الدكتورة إليزابيث أكام من جامعة Loughborough أن الدراسة لا تحدد بدقة أي مركب في القهوة يقدم الفوائد الأكبر، خاصة أن الاعتماد على الإبلاغ الذاتي من المشاركين يجعل دقة النتائج قابلة للنقاش.
كما تشير إلى أن الإفراط في القهوة قد يكون ضارًا، وهو ما ظهر في التأثير السلبي عند شرب أكثر من 5 أكواب يوميًا.
طالع أيضًا