الحرب على غزة
shutterstock

بين يتيم ومفقود ومقتول.. تداعيات وتأثير 365 يوما من الحرب على أطفال غزة

تستمر الحرب الإسرائيلية لليوم الـ365 على التوالي، وسط قصف وغارات مستمرة، أسفرت عن وقوع آلاف الضحايا والجرحي والمفقودين.


لم تكن خسائر الحرب مقتصرة على الخسارة البشرية والمادية فقط، ولكنها أسفرت عن خسائر نفسية وروحية وأثرت سلبا على الآلاف من المواطنين وخاصة الأطفال في قطاع غزة.


16891 طفلا فقدوا حياتهم خلال عام من الحرب


نرصد من خلال التقرير التالي، الآثار السلبية على صحة الأطفال النفسية والجسدية، ومشاكل القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة.


وعلى مدار عام كامل وحتى اللحظة، ارتقي 16891 طفلا في قطاع غزة، و160 طفلا في الضفة الغربية، فيما بلغت حصيلة المفقودين من الأطفال والنساء إلي 4700.

كما فقد آلاف الأطفال لمدارسهم وصفوفهم التعليمية منذ بدء الحرب على غزة، بسبب تدمير الاحتلال المدارس والأبنية التعليمية، وتحويل المدارس إلي مراكز لإيواء النازحين.


45 ألف طفل حرموا من التعليم


وحرم ما لا يقل عن 45 ألف طفل في السادسة من العمر في قطاع غزة من هذا الحق، والغالبية العظمى منهم نزحوا من منازلهم ويواجهون معركة يومية من أجل البقاء، وفقا لليونيسيف.


ومنذ أكتوبر 2023، تم إغلاق جميع المدارس في قطاع غزة، ومن بين الطلاب الذين لم يتمكنوا من التعلم العام الماضي 39 ألف طالب فاتهم عامهم الأخير في المدرسة ولم يتمكنوا من إجراء امتحانات التوجيهي.

وحول الأطفال الأصغر سنا، فإن غياب التعليم يهدد نموهم الإدراكي والاجتماعي والنفسي.


تعليم الخيام بدلا من المدارس

وبسبب دمار المدارس وتأثيرها السلبي على صحة الأطفال النفسية، طرح العديد من المعلمين، مبادرات فردية لتعليم الأطفال داخل خيام تعليمية، ومن بين هؤلاء المعلمين، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" مع بيسان السُردي، مؤسسة "خيمة بيسان التعليمية".


وقالت بيسان السُردي إن هذه المبادرات تحاول من خلال الخيام، دعم الأطفال على الصعيد النفسي والاجتماعي وليس التعليمي فقط، حيث لاحظوا من خلال الخيام والتعليم أن عددًا كبيرًا من الأطفال لديهم مشاكل نفسية.


وأضافت بيسان: "علينا عبء أكبر من المدارس، لأن الطفل بالأيام العادية في المدرسة يذهب ونفسيته مرتاحة ويعيش في جو من الأمان، أما عندما يذهب لخيمة فتكون غير مهيئة مهما حاولت تهيئتها، تظل حرارتها عالية وقد يوجد بها حشرات ويجلس الطفل على الأرض وفوقه زنانة وأصوات طيران وقصف وصواريخ".


انتشار العنف بين الأطفال بسبب الحرب


كما أثرت الحرب على ميول ورغبات الأطفال في غزة، وأشارت العديد من الأسر في قطاع غزة إلي أن أطفالهم تحولت تصرفاتهم للعنف والمشاجرة المستمرة جراء مشاهد الدم والقصف المستمرة التي يرونها على مدار عام.


وأكد "س.أ" المواطن الفلسطيني النازح في دير البلح، أن طفله الكبير يبلغ من العمر 10 سنوات، أصيب بحالة نفسية وعصبية سيئة جراء القصف المستمر.


شاهد عيان: ابني أصيب بتبول لا إرادي بسبب الحرب


وأضاف أ في تصريحات خاصة لموقع الشمس الفلسطيني أن نجله أصيب بمرض التبول اللاإرادي بسبب شدة الخوف والتوتر جراء الحرب.


وأشار أ إلي أن أطفال غزة كبروا مبكرا، وبدلا من الذهاب إلى المدارس أصبحوا يتجولوا من أجل البحث عن الطعام والمياه الصالحة للشرب، مما كان له أثر سلبيا على حياتهم .

صعوبات في الحصول على الغذاء الكافي للأطفال


كشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أن ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ واحد أو أكثرـ وأصيب 70% بالإسهال خلال العام الجاري، أي بزيادة قدرها 23 ضعفًا مقارنة بخط الأساس لعام 2022.


وبسبب استمرار الحرب لمدة عام كامل، أصبحت المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب شحيحة للغاية وانتشرت الأمراض، مما أثر على تغذية النساء والأطفال ومناعتهم وأدي إلى زيادة في حالات سوء التغذية الحاد.


90% من الأطفال يواجهون فقراً غذائياً


وأشارت اليونيسيف إلي أن 90 % من الأطفال دون سن الثانية يواجهون فقراً غذائياً حاداً، مما يعني أنهم استهلكوا مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم السابق، والطعام الذي يمكنهم الحصول عليه هو ذو قيمة غذائية منخفضة للغاية.


وأضافت المنظمة الأممية أن 95% من الأسر تحد من عدد الوجبات وحجمها، حيث تتناول 64 % من الأسر وجبة واحدة فقط في اليوم.


كما خلفت حرب غزة المستمرة، مئات الآلاف من الأطفال الأيتام، هناك أطفال فقدوا أسرتهم كاملة، وأصبحوا يواجهون الوحدة واليتم في سن صغير.


مصير الأطفال الأيتام في غزة


ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة فقدَ آلاف الأطفال إما الأب وإما الأم وإما كليهما جراء عمليات القصف الإسرائيلية الواسعة على القطاع، سواء القصف المدفعي أو الجوي، فيما تعرض عدد كبير منهم لصدمات نفسية جراء الأوضاع الإنسانية غير المسبوقة التي عايشوها، بجانب فقدان ذويهم.


ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود قرابة 20 ألف طفل يتيم، فقدوا إما الأبوين وإما أحدهما بفعل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ بداية الحرب.


وأشار المرصد إلي أن 60% من هؤلاء الأطفال فقدوا منازلهم، وهو ما يجعل مصير إقامتهم مجهولاً، لا سيما أن مصير العائلة الممتدة في هذه الحرب مجهول جراء القصف الإسرائيلي الواسع الذي استهدف العائلات الفلسطينية.


التبني ودور الرعاية مصير أيتام غزة


وكشفت مصادر فلسطينية أن مصير هؤلاء الأطفال يختلف وفقا لحالة كل طفل، فجزء منهم يذهب إلى أقاربهم وجيرانهم، ولكن بعد انتهاء الحرب هناك بيوت رعاية يتم إيداع هؤلاء الأطفال بها، وهناك بعض الجهات والعرب من خارج فلسطين وأجانب يتبنون الأطفال ماديًا حتي يكملوا تعليمهم.


وأكد المصادر أن الأوضاع مأساوية جدًا في قطاع غزة، خاصة أن هناك أعدادًا كبيرة من الأطفال، وبعد انتهاء الحرب سيتم تحديد أعدادهم وظروفهم وإلي أين وصلوا ويتم ترتيب الأوضاع لهم.


ووفقا لتقرير صدر عن برنامج "النظام الوطني لحماية الطفل والرعاية البديلة للطفل-SOS" في عام 2017، فلا يوجد سوى 4 دُور للأيتام في غزة، تضررت أهمها جراء قصف إسرائيلي في عام 2021، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية لدور رعاية الأيتام في غزة 2800 طفل.


اقرأ أيضا

اليوم 366 من الحرب على غزة| ضحايا بغارة على مسجد..وإسرائيل تزعم بأنهم عناصر حماس

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.