صحة نفسية
yandex

اضطراب الأكل القهري: دليلك الشامل لكيفية التعامل معه

في عالم تسوده مشكلات غذائية متزايدة، يبرز اضطراب الأكل القهري كأحد أبرز التحديات التي تهدد صحتنا النفسية والجسدية.


ولكن هل تساءلت يومًا كيف يمكن أن تبدأ رحلة الوقوع في هذا الاضطراب القاسي؟ وما الذي يمكننا فعله لدرء هذا الفخ قبل أن يصبح واقعًا لا مفر منه؟


بينما يبدو أن الوقاية من اضطراب الأكل القهري قد تكون مهمة صعبة، فإن الكشف المبكر والتدخل الذكي يمكن أن يحدثا فرقًا هائلًا.


وتبدأ هذه الرحلة بتغيير فهمنا للطعام وعلاقتنا به، عبر تبني عادات غذائية صحية ونهج واقعي في التعامل مع الغذاء.


فبالتعلم والتوعية، يمكننا تفادي التورط في عادات غذائية مدمرة قبل أن تأخذنا إلى هاوية الاضطراب القهري.


ما هو اضطراب الأكل القهري


اضطراب الأكل القهري، والذي يُعرف أيضًا بـ متلازمة الشره القهري، هو اضطراب نفسي حديث في مجال تناول الطعام، يتسبب هذا الاضطراب في تبني عادات غذائية ضارة، مثل الإفراط في تناول الطعام، نتيجة أنماط سلوكية وفكرية وعاطفية محددة.


تأثيراته النفسية على الأفراد


غالبًا ما يرافق هذا الاضطراب حالات نفسية أخرى مثل الاكتئاب، والضغط النفسي، والقلق بأنواعه المختلفة.


ويُميز اضطراب الأكل القهري بتناول الطعام بشكل غير منضبط، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في وزن الجسم، يعمد الأشخاص المصابون إلى تناول كميات كبيرة من الطعام تتجاوز شعورهم بالشبع.


على الرغم من تشابه أعراض اضطراب الأكل القهري مع أعراض النهام العصابي، إلا أن المصابين باضطراب الأكل القهري لا يلجأون إلى وسائل مثل التقيؤ أو استخدام المواد المسهلة للتخلص من الطعام.


غالبًا ما يستخدم الأشخاص المصابون باضطراب الأكل القهري الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية، وذلك لأنهم لم يتعلموا استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الضغوط، كما يعاني الكثير منهم من شعور عميق بالذنب نتيجة عدم قدرتهم على التحكم في عادات تناول الطعام، مما يزيد من معاناتهم النفسية.


أعراض اضطراب الأكل القهري


تشمل أعراض هذا الاضطراب ما يلي:


1- تناول كميات كبيرة من الطعام تُعتبر استثنائية مقارنة بما يتناوله الآخرون.


2- الإحساس المستمر بعدم القدرة على التحكم في نوعية وكمية الطعام المتناول.


3- تناول الطعام بسرعة كبيرة.


4- استهلاك كميات كبيرة من الطعام حتى في حالة عدم الشعور بالجوع.


5- تناول الطعام بمعزل عن الآخرين بسبب الشعور بالخجل من كميات الطعام.


6- الشعور بالقرف، والتقزز، والاكتئاب، أو الذنب بعد تناول كميات كبيرة من الطعام.


7- التغيرات المستمرة في وزن الجسم.


8- انخفاض الرغبة الجنسية أو فقدانها تمامًا.


9- الاعتماد على أنظمة حمية غذائية بشكل متكرر.   


الأسباب وعوامل الخطورة


رغم عدم معرفة السبب الرئيس لاضطراب الأكل القهري، فإن هذا الاضطراب، مثل العديد من اضطرابات الأكل الأخرى، يُعتقد أنه ناتج عن تفاعل مجموعة من العوامل النفسية، والبيولوجية، والبيئية. وفيما يلي بعض التفاصيل:


1- العوامل النفسية: هناك علاقة واضحة بين اضطراب الأكل القهري والمشكلات النفسية؛ إذ يعاني نحو نصف المصابين من مشكلات مثل الاكتئاب.


غالبًا ما يؤثر الغضب، والحزن، والملل، والقلق على تفاقم حالة اضطراب الأكل القهري.


2- العوامل الوراثية: قد يكون لاضطراب الأكل القهري أساس وراثي، مما يعني أن الإصابة قد تكون وراثية المنشأ، حيث يشير الباحثون إلى أن بعض المواد الكيميائية في الدماغ قد تؤثر على تطور هذا الاضطراب.


كما يُلاحظ أن العديد من المصابين ينحدرون من عائلات تميل إلى الإفراط في تناول الطعام أو تولي اهتمامًا مفرطًا بكل ما يتعلق بالأكل.


3- العوامل البيئية: تتضمن العوامل البيئية المؤثرات الاجتماعية والثقافية التي قد تلعب دورًا في تشكيل سلوكيات تناول الطعام.


وقد تسهم ضغوط الحياة اليومية والضغوط الاجتماعية في ظهور اضطراب الأكل القهري.


ما هي مضاعفات متلازمة الشره القهري


تؤدي العادات الغذائية السيئة المرتبطة باضطراب الأكل القهري إلى مجموعة من المشكلات الصحية، وذلك نتيجة السمنة الزائدة وما يترتب عليها من تأثيرات طبية، وتشمل المضاعفات الشائعة الآتي:


1- مرض السكري (Diabetes): الزيادة الكبيرة في الوزن قد تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وتطور مرض السكري من النوع الثاني.


2- فرط ضغط الدم (Hypertension): السمنة تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، مما يؤثر سلبًا على القلب والأوعية الدموية.


3- أمراض كيس المرارة: الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى تكون حصى في المرارة أو مشاكل أخرى متعلقة بالكيس.


4- أمراض القلب: الوزن الزائد يمكن أن يسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.


5- ضيق التنفس: زيادة الوزن قد تسبب ضيقًا في التنفس، خصوصًا أثناء النشاط البدني.


6- أنواع معينة من السرطان: السمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والأمعاء.


7- مشكلات في الدورة الشهرية: قد تعاني النساء المصابات باضطراب الأكل القهري من تغييرات غير منتظمة في الدورة الشهرية.


8- عدم القدرة على الحركة والتعب العام: الوزن الزائد يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الحركة والشعور بالتعب المستمر.


9- اضطرابات النوم: السمنة قد تؤدي إلى مشكلات في النوم، مثل انقطاع النفس أثناء النوم.


بالإضافة إلى هذه المشكلات الصحية، يعاني الأفراد المصابون باضطراب الأكل القهري من صعوبات في ممارسة الأنشطة اليومية، حيث يفضلون التركيز على عادات الأكل القهرية، مما يؤدي إلى إهمال العمل، والدراسة، والأنشطة الاجتماعية.


كيفية الوقاية وطرق العلاج


يُعد علاج اضطراب الأكل القهري من التحديات الكبيرة، حيث يعاني العديد من المصابين من شعور بالخجل الشديد مما يدفعهم إلى إخفاء مشكلاتهم.


يتطلب علاج هذا الاضطراب اتباع برنامج علاجي شامل يُصمم بناءً على حالة كل مريض، ويهدف إلى مساعدة المريض في التحكم بعاداته الغذائية قدر الإمكان، ويشمل العلاج عادةً ما يلي:


1- المعالجة النفسية: تُعتبر العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي فعّالة في التعامل معه، حيث تساعد في فهم العوامل النفسية التي تسهم في تطور هذا الاضطراب وتعمل على تغيير سلوكيات الأكل.


2- المعالجة الدوائية: قد يوصى باستخدام أدوية معينة للمساعدة في إدارة الأعراض المصاحبة، مثل الاكتئاب أو القلق، والتي قد تكون مرتبطة باضطراب الأكل القهري.


3- الاستشارة الغذائية: تهدف الاستشارات الغذائية إلى تعليم المريض كيفية تناول الطعام بشكل صحي ومتوازن، وتحسين فهمه للعادات الغذائية السليمة.


4- المعالجة والدعم العائلي: توفر العائلة دعمًا مهمًا في عملية العلاج، ويمكن أن تشمل المعالجة العائلية توجيه الأسرة حول كيفية التعامل مع اضطراب الأكل القهري ودعم المريض في خطوات تعافيه.


وعلى الرغم أنه لا يمكن دائمًا منع جميع حالات اضطراب الأكل القهري، فإن البدء بالعلاج فور تشخيص الحالة يعد أمرًا حيويًا، يمكن أن يساعد التدخل المبكر في إدارة الأعراض والحد من تفاقم الحالة.


إضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم العادات الغذائية الصحية والنهج الواقعي في التعامل مع الغذاء في الوقاية من اضطراب الأكل القهري وتفادي تفاقم حالات اضطرابات الأكل الأخرى.


من الضروري تعزيز الوعي حول أهمية تناول الطعام بشكل متوازن وتقديم الدعم للأفراد في تبني سلوكيات غذائية صحية.


طالع أيضًا

تزيد خطر الوفاة بـ32%.. كيف تؤثر العزلة الاجتماعية على الإنسان؟

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.