شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات السرطان بين فئة الشباب على مستوى العالم، ما أثار قلق الباحثين والأطباء حول الأسباب وراء ذلك.
على الرغم من أن السرطان كان يُعتبر في السابق مرضًا أكثر شيوعًا بين كبار السن، إلا أن الإحصائيات الحديثة تشير إلى اتجاه مقلق نحو تزايد الحالات بين الشباب والمراهقين.
وتتعدد العوامل التي قد تسهم في هذا الارتفاع، منها التغيرات في الأنماط الحياتية، والعادات الغذائية، والبيئة المتغيرة، بالإضافة إلى عوامل جينية معقدة.
كما أن بعض السلوكيات، مثل التدخين وتعاطي الكحول والتعرض للمواد الكيميائية الضارة، قد تلعب دورًا محوريًا في زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان في سن مبكرة.
زيادة حالات السرطان بين الشباب
يسعى العلماء حاليًا لفهم سبب الزيادة الملحوظة في حالات الإصابة بالسرطان بين الشباب في العشرينات والثلاثينات من العمر، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
حيث أظهرت البيانات الصادرة عن مركز أبحاث السرطان البريطاني أن عدد المصابين بالسرطان في المملكة المتحدة ممن تقل أعمارهم عن 50 عامًا قد ارتفع بنسبة 24% بين عامي 1995 و2019، حيث تم تشخيص حوالي 35,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عامًا في عام 2019.
وفي المقابل، بلغت حالات السرطان بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا في دول مجموعة العشرين ذروتها في عام 2005 وهي الآن في تراجع، لكن معدلات الإصابة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عامًا قد وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال الثلاثين عامًا الماضية.
كيف تساهم العوامل البيئية ونمط الحياة في زيادة خطر السرطان
1- دور الالتهاب
يلعب الالتهاب دورًا محوريًا في استعداد الخلايا للإصابة بالسرطان، حيث تصبح الأنسجة الملتهبة أكثر عرضة للتحول إلى خلايا سرطانية.
حيث تتعرض الخلايا الضعيفة لطفرات عندما تتعرض لمحفزات خارجية مثل استهلاك الكحول، والتدخين، وتلوث الهواء، والتعرض للمواد الكيميائية.
2- النظام الغذائي
تختلف معدلات وأنواع السرطان باختلاف المناطق الجغرافية.
وهي أعلى معدلات الإصابة بالسرطان المبكر تُسجل في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأوقيانوسيا.
وعلى الرغم من تشابه كوريا الجنوبية مع اليابان من الناحية الاقتصادية والعرقية، إلا أن نمط الحياة في كوريا الجنوبية أقرب إلى النمط الغربي، مما يفسر الارتفاع الملحوظ في حالات السرطان المبكر المرتبط بالجهاز الهضمي.
مثلما يحدث في الدول الغربية ذات الدخل المرتفع. هذا يشير إلى أن النظام الغذائي الغربي قد يكون له دور في هذا الاتجاه.
3- السمنة والكحول
تُعتبر السمنة والكحول من العوامل الهامة المساهمة في الإصابة المبكرة بالسرطان.
حيث تتفق الدكتورة أبارنا باريخ، الأستاذة المساعدة في الطب بكلية الطب بجامعة هارفارد والمديرة الطبية لسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب في مستشفى ماساتشوستس العام، مع هذا الرأي.
4- البيئة
تشير باريخ أيضًا إلى أن التعرض لعوامل بيئية مثل المواد البلاستيكية قد يكون له تأثير كبير.
وبالتالي، فإن الإصابة المبكرة بالسرطان ترتبط بتداخل عوامل البيئة وأسلوب الحياة.
طالع أيضًا