في عالم الجمال الذي لا يتوقف عن تقديم تقنيات جديدة تعد بتغيير مظهر البشرة وتحقيق الشباب الدائم، ظهرت أقنعة التجميل LED كأحدث صيحة أثارت ضجة كبيرة بين المشاهير والمؤثرين.
هذه الأقنعة، التي تبدو وكأنها قادمة من أفلام الخيال العلمي، تعد مستخدميها ببشرة نضرة وخالية من العيوب، من خلال الاستعانة بأشعة ضوئية ملونة قادرة على تحفيز الكولاجين وتجديد الجلد.
لكن السؤال الذي يشغل بال الجميع: هل هذه الأقنعة حقًا تحقق ما تعد به، أم أنها مجرد وهم مكلف؟ في هذا المقال، سنكشف عن الحقيقة وراء هذه التقنية المثيرة للجدل.
أقنعة التجميل LED: هل تستحق الضجة؟
تُعَدّ أقنعة التجميل LED واحدة من أحدث الابتكارات في عالم العناية بالبشرة، حيث أصبحت خيارًا شائعًا بين المشاهير والمؤثرين.
ومع ذلك، أثارت هذه التقنية الكثير من التساؤلات حول فعاليتها الحقيقية.
وفقًا لتقرير نُشر في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، تشير الدراسات إلى أن أقنعة LED التي تكلف مئات الدولارات وتُستخدم لتبعث أشعة ضوئية متعددة الألوان، قد لا تكون فعالة كما يُروَّج لها.
تُسوّق هذه الأقنعة على أنها قادرة على تحفيز إنتاج الكولاجين وزيادة الدورة الدموية في الجلد، مما يُفترض أن يُحسّن من مظهر البشرة ويجعلها تبدو أكثر شبابًا.
ولكن بحث حديث أجرته شركة الصحة والعافية Lyma يدّعي أن هذه الأقنعة تفتقر إلى الفعالية البيولوجية وأن الاستثمار فيها قد يكون مضيعة للمال.
الضوء الأحمر: هل يخترق الجلد؟
تُظهر أبحاث Lyma أن الضوء المنبعث من مصابيح LED لا يصل حتى إلى الطبقة الثانية من الجلد، وهي الطبقة التي يحدث فيها التجدد.
كما يشير خبراء Lyma إلى أن هذه الأقنعة تضخم النتائج المحتملة، لكنها لا تحقق تأثيرات فعلية على البشرة.
تاريخ استخدام LED في التجميل
في البداية، بدأت وكالة ناسا في تسعينيات القرن الماضي بدراسة تأثيرات مصابيح LED في تعزيز التئام الجروح لدى رواد الفضاء.
ومع مرور الوقت، تبنّت صناعة التجميل هذه التقنية لعلاج مجموعة متنوعة من مشكلات البشرة، مثل التجاعيد وحب الشباب والبقع الداكنة.
ومع ذلك، يشكك الباحثون في قدرة الضوء على اختراق الجلد بعمق كافٍ لإحداث تغييرات ملموسة.
يقول الدكتور ستيفان تروب، عالم الليزر في إمبريال، إن ضوء مصابيح LED يفقد قوته بسرعة كبيرة عند اختراق الجلد، على عكس الليزر الذي يظل مركزًا وفعالًا على مسافات أطول، مما يسمح له بالوصول إلى الطبقات العميقة من الجلد.
الدكتور جرايم جلاس، أستاذ الجراحة السريرية في كلية طب وايل كورنيل في نيويورك، يرى أن فعالية أقنعة LED مثيرة للشكوك.
وعلى الرغم من تزايد شعبيتها، إلا أن تكلفة إنتاجها المنخفضة تجعل البعض يشكك في قدرتها على تحقيق نتائج حقيقية في عمق الجلد حيث يحدث التغيير الفعلي.
طالع أيضًا