تشهد مدينة صيدنايا في ريف دمشق جهودًا مكثفة من المعارضة السورية لإنقاذ آلاف المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري سيئ الصيت، بعد فرار سجانيه وسقوط نظام بشار الأسد.
ورغم تحرير البوابات الرئيسية للسجن فجر أمس الأحد، إلا أن السجن لا يزال يخبئ أسرارًا مظلمة في طوابقه السفلية المحصنة.
تحرير السجن وإطلاق سراح الآلاف
أعلنت فصائل المعارضة عن نجاحها في فتح بوابات السجن وإطلاق سراح آلاف المعتقلين، بينما أفادت تقارير حقوقية وأخرى ناشطة عن وجود أعداد كبيرة من السجناء تقدر بعشرات الآلاف، ما زالوا محتجزين في طوابق سرية تحت الأرض.
ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على السيطرة على السجن، ما زالت المعارضة تحاول فك شيفرات الأبواب الإلكترونية التي تغلق الطوابق السفلية، المعروفة بـ"السجن الأحمر" و"السجن الأبيض" و"السجن الأصفر".
وهذه الأقسام معزولة تمامًا، وسط ظروف مأساوية يعاني فيها المعتقلون من نقص حاد في المياه والطعام والهواء، بعد انقطاع التيار الكهربائي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
جوائز مالية ونداءات دولية للمساعدة
رصد رجال أعمال سوريون مكافات مالية للمساعدة في فك شيفرات الأبواب السرية تصل إلى 100 ألف دولار لمن يملك المعلومات اللازمة أو يمكنه المساعدة في فتح الزنازين.
وكما أطلقت نداءات للاستعانة بخبراء دوليين ومنظمات إنسانية للتدخل قبل فوات الأوان.
ولطمأنة السجانين الذين يملكون تلك المعلومات وفروا مع سقوط الأسد، تعهد المتبرعون بإعطاء الأمان وحماية من يدلّ على بوابات السجن السرية أو من يعطي "الكودات" الخاصة بفتحها.
جهود الدفاع المدني والمجتمع الدولي
أكد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن فرقه حاولت البحث عن المداخل السرية باستخدام مجسّات صوتية وكلاب مدربة، دون العثور على أي بوابات جديدة حتى ظهر اليوم.
ورغم الجهود الكبيرة والإصرار، لم يتمكن الأهالي ولا قوات المعارضة من الوصول إلى هذه الطوابق، ويشير السكان إلى وجود أبواب سرية معقدة تؤدي إلى تلك المناطق، وهي مغلقة بإحكام.
ومع ذلك، تتزايد المطالبات للمنظمات الدولية بالتدخل السريع لإنقاذ المعتقلين.
وبينما يبذل الثوار جهودًا لكشف خريطة السجن، يعيش أهالي المعتقلين حالة من القلق والخوف على مصير أبنائهم، في ظل غموض حول ما إذا كانوا أحياء أو قضوا في “مسلخ صيدنايا”، كما وصفه السوريون.
وستكون الساعات المقبلة حاسمة لتحديد مصير الآلاف من المفقودين وإنهاء معاناة مستمرة منذ عقود.
وطالع ايضا:
40 سنة في سجون سوريا.. شقيق المعتقل بشار يحيى من جنين يروي للشمس تفاصيل قصته