في تطور خطير، أطلقت السلطات الأمريكية والمكسيكية تحذيرات عاجلة بعد اكتشاف انتشار نوع خطير من الذباب يُعرف باسم "ذباب اللولب الجديد"، الذي يمكن أن يتسبب في تدهور صحة الإنسان والحيوان، وقد يهدد الثروة الحيوانية في الولايات المتحدة.
في هذا التقرير، نعرض أبرز المخاطر التي يشكلها هذا الطفيلي وكيفية تأثيره على الاقتصاد المحلي في الولايات الجنوبية الأمريكية.
ذباب اللولب الجديد.. تهديد يتزايد مع مرور الوقت
ذباب اللولب الجديد هو طفيلي آكل للّحم يُضع بيضه داخل الجروح المفتوحة لدى البشر والحيوانات.
تفقس اليرقات خلال ساعات قليلة لتبدأ في استهلاك أنسجة الضحية الحية، مما يسبب جروحًا عميقة ومؤلمة.
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي هذه الإصابة إلى الوفاة إذا لم تُعالج بشكل سريع.
وفقًا للتقارير، بدأ ذباب اللولب الجديد في الاقتراب من الحدود الأمريكية عبر نفس المسار الذي سلكه ملايين المهاجرين غير النظاميين من أمريكا الجنوبية.
سجلت المكسيك عدة حالات إصابة في ولاياتها الجنوبية مثل تشياباس وأواكساكا وفيراكروز، وهي مناطق تُعد جزءًا من "طريق القوافل" التي سلكها مهاجرون في رحلتهم إلى الولايات المتحدة في العقد الماضي.
التأثير الاقتصادي: خسائر قد تصل إلى 554 مليون دولار سنويًا
يحذر الباحثون من أن هذا الطفيلي قد يصبح من الصعب السيطرة عليه إذا تجاوز الحدود ووصل إلى الولايات الجنوبية الأمريكية.
مع ارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي، يبدو أن البيئة المثالية لتكاثر هذا الذباب أصبحت أكثر توفراً.
تشير الدراسات إلى أن ولايات مثل تكساس وفلوريدا ولويزيانا قد تواجه تفشي الطفيلي بحلول عام 2055، ما قد يتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة في قطاع الثروة الحيوانية.
إذا انتشر ذباب اللولب الجديد في الولايات المتحدة، فإن الضرر المحتمل سيكون ضخمًا.
يُتوقع أن يؤدي انتشار الذباب إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم ومنتجات الألبان، خصوصًا أن ولاية تكساس وحدها تحتضن 14% من إجمالي الثروة الحيوانية في الولايات المتحدة.
هذا قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة قد تصل إلى 554 مليون دولار سنويًا.
عودة الذباب بعد 40 عامًا: الدروس المستفادة من الماضي
سبق أن عانت الولايات المتحدة من هذا الذباب في أوائل القرن العشرين، حيث تسببت هذه الحشرة في خسائر تقدر بحوالي 200 مليون دولار في ذلك الوقت (ما يعادل 1.8 مليار دولار اليوم).
لكن جهودًا مشتركة بين الحكومة الفيدرالية والولايات أدت إلى القضاء على الذباب في عام 1982. الآن، مع عودة الذباب عبر الحدود الجنوبية، تُواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في احتوائه مجددًا.
في خطوة مهمة لمكافحة هذا التهديد، أعلنت وزيرة الزراعة الأمريكية، بروك رولينز، في مايو 2024 عن اتفاقية تعاون مع الحكومة المكسيكية بقيمة 21 مليون دولار لتفعيل برنامج تعقيم الذباب باستخدام الإشعاع.
من المتوقع أن يساعد هذا البرنامج في تقليل تكاثر الذباب بشكل تدريجي ويمنع انتشاره إلى الشمال.
هل يمكن السيطرة على الوضع؟
في حين أن الإجراءات المتخذة لمحاربة انتشار الذباب تحظى بتقدير كبير، حذر الخبراء من أن الوقت يداهم السلطات.
وقال البروفيسور فيليب كوفمان، من جامعة تكساس إيه آند إم: "النجاح يعتمد على إنتاج عدد كافٍ من الذباب المعقّم وتوزيعه في الوقت والمكان المناسبين.
إذا تجاوز الذباب المضيق الجنوبي في المكسيك، فإن احتواءه سيصبح أكثر صعوبة."
ويُعد ذباب اللولب الجديد تهديدًا كبيرًا على صحة الإنسان والحيوان في المناطق الجنوبية للولايات المتحدة، وقد يسبب خسائر اقتصادية ضخمة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحد من انتشاره.
التعاون بين السلطات الأمريكية والمكسيكية يعد خطوة مهمة، ولكن الوقت يداهم.
طالع أيضًا