قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن رد حركة "حماس" بالإيجاب على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار بالقطاع، "أمر جيد"، ولكنه ذكر أنه لم يطلع عليه بعد، ورجح إبرام الاتفاق بشأن غزة "خلال أيام".
وأضاف ترامب في تصريحات له: "يجب أن نفعل شيئاً بشأن غزة، نحن نرسل الكثير من الأموال والمساعدات إلى هناك".
وللتعليق على هذه التصريحات، كانت لنا مداخلة مع الصحفي والمحلل السياسي محمد ضراغمة، ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس.
ويرى ضراغمة أن هناك مبادرة أمريكية قوية وضغوطاً متزايدة لفرض اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، باعتبارها الراعي الرئيسي للمفاوضات، وصلت إلى مرحلة متقدمة يصعب معها انهيار المحادثات بشكل كامل، رغم استمرار وجود خلافات جوهرية بين الأطراف.
ما هي نقاط الخلاف الجوهرية بين أطراف المفاوضات؟
وأوضح ضراغمة أن أبرز هذه الخلافات تدور حول آليات توزيع المساعدات الإنسانية، حيث ترفض حركة حماس حصر الأمر في شركة أمريكية واحدة، وتسعى للتوصل إلى صيغة تضمن قبولاً شعبياً في غزة، مع احتمالية التوصل إلى حل وسط بضغط أمريكي.
وأشار ضراغمة إلى أن ملف إعادة الانتشار العسكري الإسرائيلي يمثل نقطة خلاف محورية، إذ تطالب حماس بأن يكون الانتشار كما كان في اتفاق يناير، بينما تسعى إسرائيل لترتيبات مختلفة.
ورجح ضراغمة أن يتم التوصل إلى آليات وسطية برعاية وضغط أمريكي، معتبراً أن جوهر الاتفاق يدور حول وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، وهو ما لا يجرؤ أحد على المغامرة بإفشاله حالياً.
وأكد أن الجهود الأمريكية مرشحة للنجاح في الساعات القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن حماس تراجعت عن شرط وقف الحرب بشكل نهائي كمدخل لأي تحرك، وقبلت بوقف مؤقت لإطلاق النار تحت ضغط الواقع الميداني الصعب في غزة، حيث يعاني السكان من الجوع ونقص المساعدات.
الضمانات الأمريكية "شكلية" وغير ملزمة
وحول الضمانات، أوضح ضراغمة أن ما تقدمه الولايات المتحدة هو ضمانات شكلية للغاية، تقتصر على التعهد باستمرار المفاوضات ووقف إطلاق النار طالما استمرت المفاوضات بنية حسنة، مشدداً على أن هذه الضمانات يمكن التراجع عنها في أي لحظة وليست ملزمة قانونياً.
وأشار إلى أن حماس وافقت على هذه الصيغة بسبب انعدام الخيارات الأخرى أمامها، مؤكداً أن الحركة خسرت كثيراً في المرحلة الحالية وهي في طور إعادة الحسابات، لكنها لم تخسر شيئاً على المدى الفوري من قبول وقف إطلاق النار المؤقت.
الـ60 يوما القادمة ستفتح نافذة لفرص جديدة
وفيما يتعلق بالمرحلة التالية، أشار ضراغمة إلى أن الستين يوماً القادمة ستفتح نافذة لفرص جديدة، وربما تفرض خطة أمريكية مع الوسطاء على الطرفين، وإن لم تنجح هذه الجهود فلن تكون حماس قد خسرت شيئاً سوى فترة هدوء نسبي.
وحول إمكانية وجود خطوات عربية أو فلسطينية داخلية خلال هذه الفترة، أكد ضراغمة أنه لا توجد حتى الآن مبادرة عربية واضحة، وأن الحل يكمن في مبادرة دولية برعاية أمريكية، خاصة أن الشروط الإسرائيلية والفلسطينية متنافرة بشكل كامل، فإسرائيل تصر على تجريد حماس من السلاح وإبعاد قياداتها، وهو ما تعتبره الحركة انتحاراً سياسياً.
وأوضح ضراغمة أن إسرائيل ترغب في استمرار الحرب حتى بعد إطلاق سراح المحتجزين، بهدف القضاء على حماس، لكن مبادرة دولية قد تفرض على الطرفين حلولاً وسطية وتمنح كل طرف سلماً للنزول من الشجرة.
نافذة أمل لإنهاء الحرب وتطورات متوقعة هذا الأسبوع
وأكد أن تطلعات الإدارة الأمريكية لإعادة ترتيب المنطقة بعد حرب إيران قد تفتح نافذة أمل لإنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أن حماس مطمئنة نسبياً للجهود الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات وانتشار الجيش الإسرائيلي بما يخفف معاناة المدنيين، رغم استمرار الخلافات حول التفاصيل.
وختم ضراغمة بأن الأمور معقدة للغاية، لكن هناك شعور بأن هذا الأسبوع قد يشهد تطوراً ملموساً، خاصة مع اقتراب نضوج الظروف وتكثيف الضغوط الأمريكية، إلا إذا قرر نتنياهو المواجهة مع إدارة ترامب، التي تبدو حريصة على وقف الحرب مرحلياً على الأقل.