لطالما أثار ترتيب إضافة الحليب والشاي نقاشًا واسعًا بين عشاق هذا المشروب حول العالم، وبالأخص في بريطانيا التي تعد واحدة من أكبر مستهلكي الشاي.
السؤال الذي كان محل جدل لسنوات: هل يُسكب الحليب أولاً في الكوب ثم يضاف الشاي أم العكس؟
مؤخراً، حاول العلم أن يضع حداً لهذا الجدل من خلال دراسات واستطلاعات رأي لتحليل تأثير كل طريقة على المذاق ودرجة حرارة المشروب.
أغلبية البريطانيين يفضلون إضافة الحليب بعد الشاي
أجري استطلاع شمل 2000 بريطاني عاشق للشاي، وتبين أن 78% منهم يفضلون الطريقة التي يُسكب فيها الشاي أولاً ثم يُضاف الحليب بعد ذلك.
والسبب الرئيسي يعود إلى أن إضافة الحليب بعد الشاي تساهم في الاحتفاظ بدرجة حرارة مناسبة تجعل نكهات الشاي تظهر بشكل أفضل.
بينما يعتبر البعض أن إضافة الحليب أولاً قد يؤدي إلى فقدان نكهة الشاي أو تغير ملمسه بسبب خفض درجة الحرارة قبل التخمير الجيد للشاي.
العلم والإتيكيت: الشاي أولاً ثم الحليب
خبيرة الإتيكيت البريطانية، جو براينت، تؤكد على أن الطريقة المثالية لتحضير شاي الإفطار الإنجليزي هي بأن يُنقع كيس الشاي أو أوراقه في الماء الساخن لمدة دقيقتين، ثم يُضاف الحليب بعد ذلك.
من الناحية العلمية، عندما يُسكب الماء الساخن أولاً، يمكن لأوراق الشاي إطلاق مركباتها العطرية بشكل كامل، مما يؤدي إلى الحصول على مذاق غني ومميز.
أما إضافة الحليب بعد ذلك، فتكمن فائدتها في تعديل حرارة المشروب إلى حوالي 57 درجة مئوية، وهي درجة تعتبر مثالية للشرب دون حرق اللسان أو فقدان النكهة.
نسبة من البريطانيين لا تزال تضيف الحليب أولاً!
على الرغم من أن أغلب البريطانيين يفضلون إضافة الحليب بعد الشاي، إلا أن 22% منهم يضيفون الحليب أولاً.
يعتقد هؤلاء أن هذه الطريقة تقليدية أو تعود لثقافة قديمة حيث كان يُسكب الحليب أولاً في الكؤوس الحساسة لمنعها من التشقق بفعل الحرارة.
لكن من وجهة نظر خبراء الذوق، هذه الطريقة تؤثر سلباً على نكهة الشاي، حيث تعتبر نوعاً من "كارثة تذوق" تؤدي إلى طعم أقل جودة.
تحذير صحي: أكياس الشاي قد تحتوي على تلوث بلاستيكي
في تطور حديث، أظهرت دراسات أن بعض أكياس الشاي التجارية تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة تُطلق أثناء عملية النقع، مما يثير مخاوف صحية حول تلوث المشروب.
هذا الأمر يدعو المستهلكين للبحث عن أنواع أكياس شاي خالية من البلاستيك أو اختيار أوراق الشاي التقليدية بدلاً من الأكياس المعبأة.
وصفة علمية أمريكية جديدة لتحضير الشاي المثالي
البروفيسورة ميشيل فرانكل، الكيميائية الأمريكية، اقترحت طريقة مبتكرة لتحضير الشاي استناداً إلى دراسات تاريخية وكيميائية متعددة، تضمنت نصائح منها:
إضافة رشة صغيرة من الملح: تساعد أيونات الصوديوم في الملح على تعطيل المركب الكيميائي المسؤول عن الطعم المر في الشاي، مما يجعل المذاق أكثر نعومة.
تدفئة الحليب قبل إضافته: تفادي التجبّن الذي قد يحدث عند إضافة الحليب البارد مباشرة، كما يساعد في التحكم بدرجة حرارة المشروب بشكل أفضل.
تحريك كيس الشاي والضغط عليه بلطف: يساهم ذلك في استخراج كمية أكبر من النكهات وتقليل المركبات القابضة المرّة التي ينتجها الكافيين.
تسخين الكوب مسبقاً: لأن الكوب الساخن يحافظ على حرارة المشروب لفترة أطول ويعزز إطلاق الروائح العطرية.
إضافة نقطة من الليمون: تعمل على إزالة الرغوة التي قد تتكون بسبب تفاعل المعادن في الماء مع مكونات الشاي، مما يحسن المظهر والطعم.
طالع أيضًا
