في بيان شديد اللهجة، أكد الشيخ رائد بدير، رئيس دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني، أن سياسة التجويع التي تمارس ضد أهالي قطاع غزة، خصوصًا الأطفال والشيوخ، تُعدّ جريمة محرّمة دينيًا وإنسانيًا، وتشكل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق والقوانين الدولية.
وأشار الشيخ بدير في بيان له اليوم، إلى أن هذا النهج الذي يُتّبع حاليًا، لا يختلف عن السياسة التي مارستها حكومة قريش بقيادة أبو جهل في الجاهلية الأولى، حين لجأت إلى فرض حصار خانق على النبي محمد ﷺ وأصحابه في شِعب أبي طالب.
التجويع حتى الموت
وقال بدير إن قريش، بعد أن فشلت في تبرير جرائمها أمام العالم آنذاك، لجأت إلى وسيلة لا تمت لكرم العرب بصلة وهي التجويع حتى الموت.
وأوضح في بيانه أن "حكومة قريش اجتمعت في دار الندوة وقررت مقاطعة بني هاشم وبني المطلب اقتصاديًا واجتماعيًا، فكتبت صحيفة حرّمت فيها البيع والشراء والتزويج منهم وإليهم، وعلّقتها في جوف الكعبة لتكسبها بُعدًا دينيًا، فاستمر الحصار ثلاث سنوات مات خلالها من مات من الجوع، وأكل المسلمون العشب وورق الشجر، وحتى جلود الحيوانات الميتة".
وسجّل الشيخ رائد أن قبائل الجاهلية، رغم عدائها للإسلام، انتفضت في نهاية المطاف دفاعًا عن قيم العرب ورفضًا لهذا النهج الوحشي، حيث قام قادة من أمثال هشام بن عمرو، وزهير بن أبي أمية، والمطعم بن عدي، بكسر الحصار وإلغاء الصحيفة حفاظًا على ما تبقى من كرامة العرب.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
التجويع محرّم في القرآن والتوراة والإنجيل
وأضاف قائلاً: "لا يمكن لأي قانون أو ميثاق أن يكون مشروعًا إذا تعلق الأمر بتجويع الناس حتى الموت فالتجويع محرّم في القرآن، والتوراة، والإنجيل، والزبور، كما أنه جريمة وفق القانون الدولي، بغض النظر عن أي مبررات سياسية أو عسكرية".
وختم الشيخ بيانه بتوصيف المرحلة الراهنة بأنها "جاهلية ثانية"، أكثر قسوة من الجاهلية الأولى، في ظل مشاهد الموت البطيء التي يشهدها القطاع.
وقال: "نحن نعيش جاهلية معاصرة أشد ظلمًا، ولا يزال العالم ينتظر أن يظهر بيننا أمثال هشام بن عمرو أو زهير بن أبي أمية لينتصروا للكرامة الإنسانية، ويكسروا الحصار عن غزة الجريحة".
اقرأ أيضا
صرخات الأسرى تحاصر ويتكوف.. عائلات المحتجزين تطالب بإنقاذ أبنائها فوراً