تستمر قوات الجيش الإسرائيلي في حربها الشرسة على قطاع غزة، من خلال قصف وغارات عنيفة مستمرة تستهدف مناطق متفرقة من القطاع، وسط أزمة إنسانية ومعيشية كارثية إذ وصلت المجاعة وسوء التغذية الحد الأقصي وفقا لمنظمات تابعة للأمم المتحدة.
وأكدت مصادر محلية في قطاعِ غزة، تنفيذَ الجيش الإسرائيلي عملياتِ نسفٍ لمنازلَ ومباني سكنية في جباليا شمال قطاع غزة.
كما أكدت المصادر الفلسطينية قصف المدفعيةِ الإسرائيلية مناطق من حيي الزيتون والصبرة جنوبي مدينة غزة.
وارتقى 13 فلسطينيًا على الأقل وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، جراء قصف وغارات الجيش الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة.
ضحايا ومصابون جراء قصف الجيش الإسرائيلي مدينة غزة
وأفادت مصادر محلية، بارتقاء 5 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء غارة للجيش الإسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين في شارع الجلاء بمدينة غزة، جرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
فيما أفادت مصادر محلية بأن الضحايا الخمسة هم أب وأم وأطفالهما الثلاثة.
ارتقاء 3 مواطنين بينهم طفلة في الشاطئ الشمالي
كما ارتقى 3 مواطنين بينهم طفلة، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الجيش الإسرائيلي منزلا لعائلة الأسود في الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة.
وارتقى 5 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف الجيش الإسرائيلي مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
كما قصفت مدفعية الجيش حي أبوإسكندر شمال مدينة غزة، وحيي الزيتون والصبرة جنوب المدينة، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والجرحى.
هجوم واسع على حي الزيتون
ومنذ 11 أغسطس الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي هجومًا واسعًا على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، ضمن خطة إسرائيلية لإعادة السيطرة على ما تبقى من قطاع غزة.
وفي 8 أغسطس، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة السيطرة على قطاع غزة بالكامل تدريجيًا، بدءًا بمدينة غزة.
ارتفاع حصيلة الضحايا منذ أكتوبر 2023
وترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وأسفرت حرب الإبادة أكثر من 62 ألفًا و192 ضحية، و157 ألفًا و114 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصًا، بينهم 112 طفلًا.
ارتفاع حصيلة النازحين لأكثر من 796 ألف شخص منذ مارس
فيما أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بلوغ عدد الفلسطينيين النازحين في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية أكثر من 796 ألف شخص منذ منتصف مارس الماضي.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح سجلت الأسبوع الماضي.
وقالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، دانييلا غروس، في تصريحات صحفية، إن النزوح القسري زاد بسبب الهجمات الإسرائيلية، وأن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح جديدة في أنحاء غزة سجلت ما بين 12 و20 أغسطس الجاري.
وأوضحت غروس أنه بهذا الرقم يرتفع إجمالي عدد النازحين المسجلين منذ انتهاء وقف إطلاق النار في منتصف مارس الماضي إلى أكثر من 796 ألف شخص.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن 95% من النزوح القسري يحدث في مدينة غزة، وأن الناس يفرون من شرق المدينة إلى جنوبها وغربها هربا من الهجمات الإسرائيلية.
توقعات بوقوع المجاعة رسميا في مدينة غزة
فيما يتوقع أن تعلن منظمة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، التابعة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، رسميًا وقوع المجاعة في مدينة غزة، في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب قبل نحو 22 شهرًا.
وأفادت المنظمة في بيانها أن قطاع غزة يشهد أسوأ سيناريو محتمل للمجاعة، حيث أدى استمرار الصراع والنزوح الجماعي وانهيار سلاسل الإمداد إلى انخفاض غير مسبوق في إمكانية الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية.
وأكدت أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يرفع معدلات الوفيات المرتبطة بالجوع، مشيرة إلى أن استهلاك الغذاء في معظم أنحاء القطاع بلغ حد المجاعة، بينما وصل سوء التغذية الحاد في مدينة غزة إلى مستوياته القصوى.
ووفقًا للبيانات، فقد ارتفعت حالات سوء التغذية بشكل حاد منذ مطلع يوليو، حيث استقبلت المستشفيات أكثر من 20 ألف طفل للعلاج من سوء التغذية الحاد بين أبريل ومنتصف يوليو، بينهم أكثر من 3000 طفل في حالة حرجة.
كما سُجلت 16 وفاة على الأقل لأطفال دون سن الخامسة منذ 17 يوليو بسبب الجوع.
وشددت المنظمة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأعمال العدائية وفتح ممرات إنسانية شاملة لإنقاذ الأرواح، مؤكدة أن هذا هو السبيل الوحيد لوقف الكارثة الإنسانية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إعلان المجاعة سيغطي محافظة غزة
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة التلجراف البريطانية، أن إعلان المجاعة سيغطي محافظة غزة، بما فيها مدينة غزة وثلاث بلدات مجاورة وعدد من مخيمات اللاجئين، التي يقطنها نحو نصف مليون شخص.
وتوضح إحاطة إعلامية اطلعت عليها الصحيفة أن أكثر من نصف مليون إنسان يعيشون ظروفًا كارثية تتسم بالجوع والعوز والموت.
ويستند هذا الإعلان إلى نظام التصنيف المرحلي المتكامل (IPC)، وهو الآلية الدولية المعتمدة لتحديد مستويات انعدام الأمن الغذائي، والذي لم يُستخدم للإعلان عن المجاعة سوى أربع مرات فقط منذ 2004، آخرها في السودان العام الماضي.
المعايير الثلاثة لإعلان المجاعة قد تحققت
وتؤكد الإحاطة أن المعايير الثلاثة لإعلان المجاعة قد تحققت:
معاناة أكثر من 20% من الأسر من نقص حاد في الغذاء.
إصابة 30% من الأطفال بسوء تغذية حاد.
وفاة شخصين يوميًا من كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع.
توقعات بامتداد المجاعة لدير البلح وخان يونس بحلول سبتمبر
ومن المتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر، بينما يواجه أكثر من 1.07 مليون شخص أي ما يزيد عن نصف سكان غزة، مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي.
ويُرجح أن يُثير الإعلان غضب الحكومة الإسرائيلية، التي تنفي باستمرار وجود مجاعة في القطاع.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه بصدد إعطاء موافقته النهائية على السيطرة على مدينة غزة، التي يصفها بأنها أحد آخر معاقل حركة حماس.
مصادقة الكابينت على الخطة العسكرية للسيطرة على غزة
وصباح اليوم الجمعة، أعلن وزيرُ الأمن يسرائيل كاتس مصادقةَ الكابينت على الخطةِ العسكرية لإعادة السيطرة على مدينة غزة.ز
وتوعد ُكاتس بفتحِ أبواب الجحيمِ على حركةِ حماس للموافقةِ على الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب مُتعهدا بتحويل مدينةِ غزة إلى رفح وبيت حانون.
فيما دعت عائلات الرهائن المحتجزيِن بقطاع غزة لوقفةٍ احتجاجية مساء اليوم قبُالة مقر رئيس الحكومةِ بنيامين نتنياهو بمدينة القدسِ للمطالبة بإعادة أبنائها بالقطاع.
اقرأ أيضا
مسيرة إسرائيلية تلقي قنبلة صوتية على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان