يواصل الجيش الإسرائيلي التشبث بالسيطرة على قمة جبل الشيخ السوري، واصفًا إياها بأنها موقع إستراتيجي "لا يمكن التنازل عنه"، لما توفره من قدرة واسعة على مراقبة الجولان وخطوط الإمداد الممتدة نحو لبنان.
وكشف تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم السبت، عن تفاصيل عملية عسكرية سرية نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي مؤخرًا داخل العمق السوري، وصلت حتى مسافة 38 كيلومترًا من الحدود، قرب العاصمة دمشق.
السيطرة على جبل الشيخ يكشف مواقع عسكرية حساسة في سوريا
ووفق ضباط إسرائيليين، فإن السيطرة على القمة قبل عشرة أشهر منحت الجيش "مجال رؤية مباشر" على مواقع عسكرية حساسة داخل سوريا، بينها مقر قيادة الفرقة العسكرية السورية المسؤولة عن الجولان في قاعدة نفح، التي كانت هدفًا في حرب تشرين 1973.
ويرى الجيش الإسرائيلي أن القمة تسمح بمراقبة "طرق التهريب" نحو جنوب لبنان وكشف خطوط إمداد يصفها بأنها "شريان لوجستي لحزب الله"، ولهذا الغرض، أقام الجيش ثمانية مواقع عسكرية على امتداد شريط بعمق 5 إلى 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ما هي عملية أخضر أبيض؟
أما العملية الأخيرة، التي حملت اسم "أخضر–أبيض"، فقد استمرت 14 ساعة بمشاركة قوات من فرقة 210 وكتيبة الاحتياط الدرزية (حيرف 299).
واستهدفت العملية قاعدتين سوريتين كبيرتين خاليتين من الجنود، لكنهما احتوتا على كميات ضخمة من الأسلحة.
وادعى الجيش أنه صادر نحو 3.5 طن من المواد المتفجرة والذخائر، من أصل 7 أطنان تم جمعها خلال الأشهر الماضية.
القوات الإسرائيلي تلتقي الدروز في رخلة
كما أشار التقرير أيضًا إلى أن القوات الإسرائيلية التقت خلال تقدمها بمجموعات من السكان الدروز في قرية رخلة على مشارف دمشق.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فقد طلب السكان مساعدات مقابل تزويد القوات بمعلومات عن مخازن أسلحة تركها الجيش السوري، كما قدم لهم الجيش الإسرائيلي مساعدات إنسانية.
وزعم الجيش أن بعض الشحنات المصادرة كانت في طريقها إلى تجار سلاح في شبعا ومناطق حدودية لبنانية، موضحًا أن قافلة محمّلة بقذائف وصواريخ مضادة للدروع تمت مصادرتها "بمحض الصدفة" خلال العملية الليلية.
تفاصيل حول مصير أسلحة الجيش السوري جنوب سوريا
كما ادعى أن أسلحة أخرى تركها الجيش السوري استخدمتها فصائل مسلحة لمهاجمة قرى درزية جنوب سوريا، فيما استولى السكان المحليون على جزء منها "للدفاع عن أنفسهم".
ويرى قادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أن التواجد داخل العمق السوري يتيح أيضًا مراقبة طريق دمشق–بيروت الحيوي، والإشراف على البقاع اللبناني، الذي يعتبرونه مركزًا خلفيًا لحزب الله.
الجيش الإسرائيلي يعزز نفوذه في الجنوب السوري
ويؤكد هؤلاء الضباط أن "الحضور المتكرر والمعزز" داخل الأراضي السورية يصعّب على أي طرف معادٍ محاولة ملء الفراغ الذي خلّفه انهيار الجيش السوري في هذه المناطق.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز نفوذه العسكري في العمق السوري بذريعة منع تهريب السلاح إلى حزب الله، في خطوة تكشف عن أبعاد إقليمية تتجاوز حدود الجولان، وتطرح تساؤلات حول تداعيات هذا التمركز العسكري على مستقبل الصراع في المنطقة.
اقرأ أيضا