كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن تركيبة بكتيريا الأمعاء لدى الأطفال في سنواتهم الأولى قد تلعب دورًا رئيسيًا في تطور القلق والاكتئاب والاضطرابات العاطفية خلال مرحلة التعليم المدرسي.
أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين كانت بكتيريا Clostridiales وLachnospiraceae هي السائدة في بيئة أمعائهم عند عمر السنتين، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق والاكتئاب عند بلوغهم سن السابعة والنصف، وفقًا لموقع Naukatv.ru.
تأثير الميكروبيوم على شبكات الدماغ العصبية
أوضح الباحثون أن هذا التأثير يرتبط بتغيرات في الروابط العصبية داخل مناطق الدماغ المسؤولة عن العواطف.
وقد تم رصد هذه التغيرات عبر فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عندما كان الأطفال في السادسة من عمرهم.
فترة حرجة في تطور الدماغ
ذكرت بريجيت كالاغان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن بكتيريا الأمعاء قد تسهم في تشكيل الدوائر العصبية خلال مرحلة حرجة من النمو العصبي.
وأضافت أن أي خلل في هذه المرحلة قد ينعكس سلبًا على الصحة النفسية حتى سن البلوغ إذا لم تتم معالجته مبكرًا.
تفاصيل الدراسة وأدلتها العلمية
اعتمد البحث على بيانات من دراسة GUSTO السنغافورية التي تابعت الحالة الصحية للأطفال عبر مراحل نمو مختلفة.
شملت الدراسة 55 مشاركًا، حيث جُمعت عينات من البراز في عمر السنتين، ثم أُجريت فحوصات بالرنين المغناطيسي في عمر 6 سنوات، وتقييمات سلوكية عند بلوغهم 7.5 أعوام عبر استبيانات للأهل.
توافق مع دراسات سابقة على البالغين
أكد العلماء أن هذه النتائج تتماشى مع أبحاث أجريت على البالغين، حيث ارتبطت نفس أنواع البكتيريا Clostridiales وLachnospiraceae بزيادة استجابة الجسم للتوتر وارتفاع احتمالات الإصابة بالاكتئاب.
ويُرجّح أن بعض الأنواع داخل هذه المجموعات أكثر حساسية للعوامل البيئية الضارة.
نحو فهم أعمق وسبل وقاية مستقبلية
يسعى الباحثون الآن إلى تحديد الأنواع البكتيرية الدقيقة المسؤولة عن التأثيرات النفسية، واستكشاف إمكانية تعديل توازن الميكروبيوم للوقاية من الاضطرابات العاطفية.
ويُوصي الخبراء باتباع نظام غذائي صحي وتناول البروبيوتيك كوسيلة واعدة لدعم صحة الأمعاء والدماغ في آنٍ واحد.
طالع أيضًا