في ظل تسارع نمط الحياة الحديثة وارتفاع ضغوط العمل اليومية، أصبحت الصحة النفسية والعافية محور اهتمام عالمي.
ومن بين الأساليب الفعالة التي أثبتت الدراسات الحديثة فائدتها، تأتي بعض الممارسات اليابانية التقليدية مثل "الاستحمام في الغابة" أو ما يُعرف بـ شينرين يوكو، والتي تهدف إلى تهدئة العقل والجسم والتقليل من التوتر والقلق والاكتئاب.
ما هو "الاستحمام في الغابة"؟
يشير الاستحمام في الغابة إلى الانغماس الكامل في الطبيعة بطريقة واعية، مع التركيز على جميع الحواس للتفاعل مع البيئة المحيطة.
لا يتطلب الأمر مجهودًا بدنيًا كبيرًا أو نشاطًا رياضيًا، بل يعتمد على التباطؤ المتعمد، والتنفس العميق، والانتباه للأصوات والروائح والمناظر الطبيعية، بهدف نقل العقل من حالة التوتر المزمن إلى حالة من الاسترخاء والهدوء.
الفوائد النفسية للعيش بين الأشجار
تشير الدراسات إلى أن ممارسة الاستحمام في الغابة مفيدة بشكل خاص لسكان المدن الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات وداخل المباني، حيث يرتبط ذلك بارتفاع معدلات الإرهاق الذهني والقلق.
وقد أظهرت مراجعة منهجية نشرت عام 2023 في المجلة الدولية للتمريض النفسي أن هذه الممارسة تحسن الحالة المزاجية بشكل ملحوظ وتقلل مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، مؤكدة إمكاناتها العلاجية للصحة النفسية في العصر الحديث.
التأمل في الطبيعة وتأثيره على الشباب
لا تقتصر فوائد التأمل في الغابات على البالغين، بل أظهرت دراسة نشرت عام 2023 أن المراهقين الذين شاركوا في جلسات التأمل في الطبيعة شهدوا تحسنًا واضحًا في صحتهم النفسية، مع انخفاض مستويات التوتر وزيادة مشاعر الاسترخاء والسعادة.
ويبرز هذا أهمية دمج الطبيعة في برامج دعم الصحة النفسية للشباب.
أهمية هذه العادات في العصر الحديث
يرتبط نمط الحياة الحديث بزيادة معدلات القلق والاكتئاب، وانخفاض التركيز، وارتفاع هرمون التوتر (الكورتيزول).
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ويعمل الاستحمام في الغابة على عدة مستويات: إذ يخفف الضغط النفسي، يحسن التوازن العاطفي، ويساعد العقل والجسم على استعادة حالة من الهدوء الطبيعي، كل ذلك دون الحاجة إلى تقنيات معقدة أو تكاليف مرتفعة.
طالع أيضًا
كل ما تريد معرفته عن العلاقة بين نقص فيتامين B12 والأعراض النفسية