يلجأ كثير من الأشخاص إلى تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية اعتقادًا بأنها وسيلة آمنة لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة، وعلى رأسها السرطان.
إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة بدأت تكشف أن تأثير الفيتامينات لا يكون دائمًا إيجابيًا، وقد يختلف باختلاف النوع والجرعة وطريقة الاستهلاك.
وفي هذا السياق، سلطت دراسة أمريكية حديثة الضوء على العلاقة بين استهلاك بعض الفيتامينات وخطر الإصابة بالسرطان، مشيرة إلى أن بعض العناصر الغذائية قد تقلل احتمالات المرض، في حين قد يؤدي الإفراط في أنواع أخرى إلى نتائج عكسية غير متوقعة.
تفاصيل دراسة أمريكية حول الفيتامينات وخطر الإصابة بالسرطان
أُجريت الدراسة على أكثر من 29 ألف شخص بالغ، من بينهم قرابة 3 آلاف مصاب بأنواع مختلفة من السرطان، وهدفت إلى تحليل العلاقة بين كميات الفيتامينات المستهلكة يوميًا واحتمالات الإصابة بالأورام، وذلك وفقًا لما نشره موقع «لينتا رو».
واعتمد الباحثون على مقارنة مستويات استهلاك الفيتامينات المختلفة لدى المشاركين مع معدلات الإصابة بالسرطان على مدار فترة المتابعة.
1- فيتامين B3 ودوره في تقليل خطر الإصابة بالسرطان
أظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا كميات مرتفعة من فيتامين B3 (النياسين) كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 22% مقارنة بمن كانت مستويات استهلاكهم أقل.
ويرتبط فيتامين B3 بدوره في دعم وظائف الخلايا، وتحسين عمليات إصلاح الحمض النووي، ما قد يساهم في تقليل فرص التحولات الخلوية غير الطبيعية التي تؤدي إلى الأورام.
2- فيتامين A وزيادة خطر الإصابة بالأورام
على الجانب الآخر، كشفت الدراسة أن ارتفاع مستويات فيتامين A كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان بنسبة قد تصل إلى 38%.
وأشار الباحثون إلى أن الجرعات المرتفعة من فيتامين A، خاصة عند تناولها كمكملات غذائية لفترات طويلة، قد تؤدي إلى تأثيرات سامة على الخلايا، ما يرفع احتمالات تكوّن الأورام بدلاً من الوقاية منها.
3- حمض الفوليك (فيتامين B9) وتأثيره على السرطان
وأوضحت الدراسة أن استهلاك فيتامين B9 (حمض الفوليك) بكميات تتراوح بين 267 و367 ميكروجرامًا يوميًا قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بالسرطان.
ويرجح العلماء أن الجرعات الزائدة من حمض الفوليك قد تحفز نمو الخلايا سريعة الانقسام، بما في ذلك الخلايا السرطانية المحتملة، خاصة لدى الأشخاص المعرضين للإصابة مسبقًا.
4- فيتامينات لم تُظهر علاقة واضحة بالسرطان
لم تجد الدراسة علاقة مباشرة بين الإصابة بالسرطان واستهلاك بعض الفيتامينات ومضادات الأكسدة الأخرى، مثل:
فيتامين C
فيتامين E
فيتامين K
وهو ما يشير إلى أن تأثير هذه العناصر قد يكون محايدًا عند استهلاكها ضمن الحدود الغذائية الطبيعية.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تؤكد نتائج الدراسة أن الفيتامينات ليست كلها آمنة عند الإفراط في تناولها، وأن الاستخدام غير المدروس للمكملات الغذائية قد يحمل مخاطر صحية غير متوقعة.
لذلك ينصح الخبراء بالاعتماد أولًا على المصادر الغذائية الطبيعية، وعدم تناول المكملات إلا بعد استشارة الطبيب المختص، خاصة للأشخاص المعرضين للإصابة بالسرطان.
طالع أيضًا