يعتبر الأكل العاطفي من الظواهر التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وهي الحالة المتمثلة في اللجوء للطعام عند التعرض للتوتر والقلق والضغط النفسي، بهدف التخفيف من حدة المشاعر التي تنتابنا.
في هذا السياق قالت وصال زبيدات، أخصائية التغذية ومدربة التنمية البشرية ونهج الحياة الصحية، لبرنامج "بيت العيلة" على إذاعة الشمس، إن الأكل العاطفي يندرج تحت بند اضطرابات الطعام.
وأوضحت أخصائية التغذية أن الأكل العاطفي يرتبط بشكل وثيق، بـ "مشكلة العصر"، وهي الوزن الزائد، حيث أن تناول الطعام في تلك الأوقات لا يكون نتيجة جوع أو احتياج جسدي، وإنما هو جوع عاطفي مبني على مشاعر لا ندري كيف نتعامل معها فنذهب للطعام لكي يمنحنا شعورًا لحظيًّا بالسعادة، وبمجرد الانتهاء من الأكل يعود الشعور مجددا، فندخل في دائرة مفرغة.
وأكدت زبيدات أن الأكل العاطفي سلوك غير فعال من الناحية النفسية، ولا يساعد الشخص على التحسن، خاصة لمن يعانون من السمنة ويحاولون اتباع نظام غذائي، موضحة أنه عند مرور الشخص بحالة من الأكل العاطفي، لا تفيد حينها محاولات "الدايت"، ولا تكون المشكلة في النظام الغذائي وإنما في الحالة النفسية.
كيف يمكن تشخيص الشخص بأنه مصاب بالأكل العاطفي؟
أوضحت أخصائية التغذية أنه عكس الشائع، لا يتربط فقط بشعور الغضب أو الحزن، وإنما أحيانا يكون مرتبطًا بشعور الفرح والملل، أو عدم القدرة على تحديد مصدر الضغط الذي نمر به.
وانتقدت زبيدات التعامل مع الأكل كمكافأة أو عقاب، موضحة أن منح أطفالنا مكافآت متمثلة في الحلوى والأطعمة وربط السعادة بالطعام أمر لا يُنصح به، "رغم أن علاقة الإنسان مع الأكل هي علاقة حب لا يُنصح بقطعها، لكن لا نتعامل مع الأكل على أنه مكافأة أو عقاب".
ما هي أنماط الأكل العاطفي؟
قالت زبيدات إن 75% من الأكل الذي نتناوله مبني على احتياج شعوري، يعزز من ذلك الاحتياج التجمعات العائلية أو الشعور بحب الطعام أو قد يكون السبب هو البيئة المحيطة والوضع النفسي.
وأشارت إلى أن هناك أنماط فيما يتعلق بظاهرة الأكل العاطفي، وسلوكيات تمثل ضوءًا أحمر يعني أننا موجودين في هذه الدائرة، وأبرزها الحالة التي تتبع الأكل العاطفي من شعور بتأنيب الضمير والندم الشديد ولوم النفس خاصة لمن يتبعون نظامًا غذائيًا لتخفيف الوزن.
كما أوضحت أن الأكل العاطفي يشتهي دائما الأكلات السريعة مثل الحلويات والشيكولاتة والتسالي والأكلات الدسمة السريعة والسهلة مثل البيتزا، وهذا عامل جوهري في التفريق بينه وبين الجوع الحقيقي، لأن الشخص الذي يشعر بجوع حقيقي، يذهب للطعام الذي يمنح شعورا حقيقيا بالشبع.
كيف يمكن علاج مشكلة الأكل العاطفي؟
أكدت مدربة نهج الحياة الصحية، أن رفع الوعي الذاتي مهم في حل المشكلة، حتى يتمكن الشخص من إدراك المحفزات التي تجعله يدخل في هذه الحالة، موضحة أن الإنسان عليه أن يسأل نفسه "هل ما تناولته حاليا مبني على احتياج أم رغبة"، وأضافت أن المصاب بحالة مزمنة من الأكل العاطفي هو بحاجة لمرافقة نفسية واختصاصي تغذية.
طالع أيضا: الأكل العاطفي الناتج عن الأحداث والنفسية السيئة كيف نهذبه؟