تتزايد في الآونة الأخيرة ظاهرة تسرب المراهقين من المدارس، مما يثير قلق المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، حيث تُعرض جيل كامل لمخاطر فقدان التعليم الأساسي والفرص المستقبلية.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "بيت العيلة"، مع شروق أبو مخ، محاضرة أخصائية ومستشارة تربوية زوجية وعائلية، والتي قالت إن الظاهرة مُقلقة بالفعل، وبدأت تتزايد من بعد جائحة كورونا ثم الحرب في غزة.
وأشارت إلى أن التسرب من المدرسة هو انقطاع الطالب عن المدرسة أو الدراسة، مما يعيق تطوره مهنيا واجتماعيا وعاطفيا، مما يؤثر على المجتمع من الناحية الاجتماعية والمهنية والاقتصادية.
وأوضحت أن الأهل يلعبون دورًا كبيرًا في هذا الأمر، حيث بإمكانهم أن يكونوا عامل دعم وتحفيز، أو العكس.
ما هي أنواع التسرب من المدارس؟
وقسّمت شروق أبو مخ هذه الظاهرة إلى نوعين، الأول تسرب خفي، حيث يتغيب الطالب أكثر من مرة في الأسبوع، وقد يتغيب لمدة شهر كامل، ولا يتابع دراسته بشكل مستمر، بينما النوع الثاني هو التسرب الواضح والصريح.
وشددت على أنه يجب على المدرسة التواصل مع الأهل في حالة ملاحظة تغيب الطالب أكثر من مرة في الأسبوع.
ما هي أسباب ظاهرة التسرب من المدارس؟
وقالت شروق أبو مخ إن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة التسرب من التعليم، وقالت إنه من الممكن أن تكون المشكلة عند الطالب، بمعنى أنه لا يشعر بالانتماء إلى المدرسة، ويرى أنها لا تعطيه المساحة الكافية لتطوير مهاراته وإبداعاته، وبعض الطلاب يواجهون صعوبات تعليمية دون أن يتم تشخيص حالتهم، مما يؤثر على الدافعية، وهناك أيضا سبب يتعلق بالزواج المبكر بالنسبة للفتيات، أو خروج الطلاب من بعد الصف التاسع للعمل من أجل مساعدة الأسرة اقتصاديًا.
وأضافت أن هناك أسباب تتعلق بالمدرسة، حيث يجب أن يكون لديها كوادر كبيرة ومتنوعة ومؤهلة للتعامل مع الطلاب، مشيرة إلى ضرورة التواصل المستمر بين المدرسة والأهالي للحديث عن حالة أبنائهم السلوكية والتعليمية.
وطالبت الأهالي بضرورة توفير أجواء دراسية مريحة وهادئة، لمساعدتهم على التركيز في الدراسة.