يُعد الحليب المجفف بديلاً عمليًا للحليب الطازج بفضل سهولة تخزينه وطول عمره الافتراضي. ومع ذلك، تثار تساؤلات حول تأثيره على صحة الأطفال، وخاصة فيما يتعلق بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
في هذا المقال سوف نتعرف هل هناك علاقة فعلية بين استهلاك الحليب المجفف ومرض السكري؟
ما هو الحليب المجفف؟
يتم تصنيع الحليب المجفف عن طريق إزالة الماء من الحليب الطازج، مما ينتج مسحوقًا غنيًا بالبروتينات، الكربوهيدرات، الفيتامينات، والمعادن.
ورغم احتفاظه بمعظم العناصر الغذائية، قد تحتوي بعض أنواعه على سكريات مضافة أو نكهات قد تؤثر على قيمته الغذائية، مما يسبب بعض المخاطر الصحية.
العلاقة بين الحليب المجفف ومرض السكري
لفهم العلاقة بين الحليب المجفف وخطر السكري، التقى فريق "OnlyMyHealth" بالدكتور أبيشيك تشوبرا، استشاري طب الأطفال، الذي أشار إلى عدة عوامل قد تربط استهلاك الحليب المجفف بزيادة خطر الإصابة بالسكري.
1- السكريات المضافة
يوضح الدكتور تشوبرا أن بعض أنواع الحليب المجفف تحتوي على سكريات مضافة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية وارتفاع مستويات السكر في الدم.
كما أن هذه الزيادة قد تعزز من احتمالية الإصابة بالسمنة ومقاومة الأنسولين. تشير دراسة نشرتها مجلة "Science" إلى أن الأطفال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض السكر خلال أول 1000 يوم من حياتهم كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 35%.
2- المؤشر الجلايسيمي وتأثيره على السكر في الدم
يحتوي الحليب المجفف على اللاكتوز، وهو السكر الطبيعي الموجود في الحليب، مما يجعله يمتلك مؤشرًا جلايسيميًا (GI) مشابهًا للحليب الطازج.
تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع قد يسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر في الدم، خصوصًا عند تناولها مع أطعمة أخرى مرتفعة المؤشر.
يؤكد الدكتور تشوبرا ضرورة تناول الحليب المجفف بتوازن، مع أطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي مثل الحبوب الكاملة والخضروات لتجنب أي تأثير سلبي على مستويات السكر.
3- الإفراط في الاستهلاك وزيادة الوزن
الإفراط في تناول الحليب المجفف، سواء في المشروبات أو الوجبات، يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية، ما قد يسبب السمنة، وهي أحد العوامل الرئيسية للإصابة بالسكري.
يوصي الدكتور تشوبرا بأن يكون الحليب المجفف جزءًا من نظام غذائي متوازن، وليس المصدر الأساسي للتغذية.
الفوائد الغذائية للحليب المجفف
رغم الجدل القائم حوله، يبقى الحليب المجفف مصدرًا غنيًا بالعديد من العناصر الغذائية الضرورية لنمو الأطفال، ومنها:
البروتين: ضروري لنمو العضلات وإصلاح الأنسجة.
الكالسيوم: يعزز صحة العظام والأسنان.
الفيتامينات D، A، B12: تعزز المناعة وتساعد في إنتاج الطاقة.
الحديد (في الأنواع المدعمة): يقي من فقر الدم ويدعم نمو الدماغ.
نصائح للآباء عند استخدام الحليب المجفف
لتوفير استهلاك آمن وصحي للحليب المجفف، يوصي الدكتور تشوبرا بما يلي:
1- قراءة الملصقات بعناية: اختيار الأنواع غير المحلاة لتجنب السكريات المضافة.
2- تنويع النظام الغذائي: تضمين الفواكه الطازجة، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات.
3- الاعتدال في الاستهلاك: استخدام الحليب المجفف كمكمل غذائي وليس كمصدر أساسي للتغذية.
4- تشجيع الأطفال على شرب الماء: للحفاظ على الترطيب وتجنب المشروبات السكرية.
اعتبارات خاصة لبعض الأطفال
قد يحتاج بعض الأطفال إلى مزيد من الحذر عند تناول الحليب المجفف، خاصة في الحالات التالية:
1- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري: يتطلب مراقبة دقيقة لاستهلاك السكر والسعرات الحرارية.
2- معاناة من مشكلات استقلابية: من المهم استشارة الطبيب لتحديد النظام الغذائي الأنسب.
طالع أيضًا