تستعد سلطنة عُمان غداً لاحتضان الجولة الأولى من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، في محاولة أخيرة لتفادي تصعيد عسكري محتمل قد يوجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران في حال لم يتم التوصل لاتفاق خلال مهلة الشهرين التي حددها مسبقاً.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الجمعة، فإن المفاوضات في بدايتها ستجري بشكل غير مباشر كما تطالب إيران، بينما تصر واشنطن على أنها تتجه نحو لقاء مباشر، وهو ما قد يُشكل تحولاً كبيراً في موقف طهران إذا ما تحقق.
موافقة خامنئي على المفاوضات تعكس مبدأه الأساسي
واعتبر حسين موسويان، الدبلوماسي الإيراني السابق وعضو فريق التفاوض في اتفاق 2015، أن موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي على الدخول في مفاوضات جديدة تعكس مبدأه الأساسي المتمثل في الحفاظ على النظام باعتباره أولوية مطلقة.
وتأتي هذه المفاوضات في وقت يشهد فيه العالم تغيرات كبيرة في التحالفات والنظام الجيوسياسي، حيث فقدت إيران بعض أدواتها الإقليمية مثل حزب الله الذي تعرض لضربات إسرائيلية قوية، وخسرت نفوذها في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، كما أن روسيا والصين شجعتا طهران على التفاوض لحل أزمتها النووية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أبرز ما تركز عليه أجندة الاجتماعات
وستركز أجندة الاجتماعات الأولى في مسقط على وضع إطار زمني وخطة مفاوضات واضحة، مع احتمالية لقاء مرتقب بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، حسب مسؤولين إيرانيين.
ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي السابق وفرضه عقوبات جديدة، رفعت إيران من مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60% متخلية عن بعض بنود الاتفاق السابق، مما زاد من تعقيد المشهد.
شروط خامنئي لأى اتفاق
وفي هذا السياق، وضع خامنئي شروطًا واضحة لأي اتفاق، تتضمن القبول بآليات رقابة صارمة وخفض كبير في التخصيب، مع رفض أي نقاش حول برنامج الصواريخ الباليستية الذي اعتبره جزءًا من منظومة الدفاع الإيرانية.
ووفقاً لتصريحات موسويان، فإن إيران لن توافق على تفكيك كامل لبرنامجها النووي كما تطالب واشنطن وتل أبيب، محذرًا من أن مثل هذا الشرط سيكون كافيًا لإفشال أي اتفاق.
كما أبدت طهران استعدادها لمناقشة سياساتها الإقليمية، بما في ذلك دعمها لجماعات مسلحة مثل الحوثيين في اليمن، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتخفيف التوترات في المنطقة.
من سيدير المفاوضات؟
ويدير المفاوضات الإيرانية فريق خاص يضم مستشاري خامنئي البارزين، كمال خرازي في الشؤون الخارجية، وعلي لاريجاني في الاستراتيجية، ومحمد فوروزنده في الشؤون العسكرية، وذلك بالتنسيق المباشر مع وزارة الخارجية.
من جانبه، يرى علي فايز، مدير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية، أن وجود ترامب في الحكم يشكل فرصة نادرة لإبرام اتفاق مستدام، مستفيدًا من نفوذه على إسرائيل والحزب الجمهوري، وهو ما قد يمنح أي اتفاق جديد قوة دعم استثنائية غير مسبوقة.
اقرأ أيضا