رسائل تحذيرية...أعضاء أكبر هيئة يهودية بريطانية يدينون هجوم إسرائيل على غزة

shutterstock

shutterstock

في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق التصدع داخل الجالية اليهودية البريطانية، أطلق عشرات من أعضاء "مجلس نواب اليهود البريطانيين" أكبر هيئة تمثيلية للجالية اليهودية في المملكة المتحدة، نداءً علنياً حادّ اللهجة ينتقد الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بسبب استمرار الحرب على غزة، والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية.


وفي رسالة مفتوحة نُشرت في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أبدى ستة وثلاثون عضواً بالغو القلق من الروح التي تُنتزع من إسرائيل، محذرين من أن الصمت تجاه ما يحدث يُفسر دعماً لسياسات متطرفة لا تتماشى مع القيم اليهودية الأساسية.


لا يمكن الصمت على الخسارة المتجددة في الأرواح


وأوضح الموقعون على الرسالة أنهم لا يستطيعون غض الطرف أو الصمت إزاء هذه الخسارة المتجددة في الأرواح وسبل العيش، ووجّهوا انتقادات مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية بسبب تصاعد العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي قالوا إنه يتم بدعم مباشر من حكومة يمينية متطرفة تهدد ليس فقط الفلسطينيين بل جوهر الديمقراطية الإسرائيلية نفسها.


وجاء في الرسالة أيضاً تحذير شديد اللهجة من أن النظام القضائي الإسرائيلي يتعرض لما وصفوه بـ"هجوم شرس"، في ظل تنامي الشعبوية الحزبية والانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي، حيث أصبحت الشرطة الإسرائيلية، على حد وصفهم، "تشبه بشكل متزايد الميليشيات"، في الوقت الذي تُدفع فيه قوانين قمعية تخنق الحريات العامة.


أول اعتراض بهذا الحجم من الجالية اليهودية البريطانية


ويُعد هذا البيان أول اعتراض علني بهذا الحجم من داخل الجالية اليهودية البريطانية على الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها الثامن عشر، حيث كان الأعضاء الموقعون قد حاولوا دفع المجلس لإدانة قرار استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي أنهى اتفاق تهدئة هش أُبرم بوساطة أمريكية.


ومع رفض المجلس إصدار أي إدانة علنية، اختار هؤلاء الأعضاء التعبير عن قلقهم برسالة مفتوحة قالوا فيها: "إن الميل إلى غض الطرف قوي، لأن ما يحدث لا يُطاق، لكن قيمنا اليهودية تُجبرنا على الوقوف والتحدث علناً".


ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


الخوف من اتهام الموقعين بعدم الولاء


وصرحت هارييت غولدنبرغ، نائبة رئيس القسم الدولي في المجلس وأحد أبرز الموقعات على البيان، بأن الخوف من اتهامهم بعدم الولاء كان حاضراً لدى البعض، إلا أن الصمت بحسب تعبيرها، ليس موقفاً يمكن القبول به في ضوء التاريخ اليهودي، الذي يعلمنا أن الصمت أحياناً يُفسر كنوع من التواطؤ.


وفي رد فعل المجلس على الرسالة، أشارت إلى أن المجلس يمثل طيفاً واسعاً من الآراء، مع تأكيد أن "البعض سيركز أكثر على مسؤولية حماس عن هذا الوضع المروع"، مشيرة إلى أن هذا التباين لا يختلف عن واقع النقاش السياسي الداخلي في إسرائيل.


قلق متزايد حيال التصعيد الإسرائيلي


رغم أن معظم الجالية اليهودية في بريطانيا وقفت إلى جانب إسرائيل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، فإن هناك أقلية كبيرة بدأت تعبر عن قلقها المتزايد حيال التصعيد الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بمصير المحتجزين، والكارثة الإنسانية التي تتفاقم في غزة، والانتهاكات المتكررة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تحركات نتنياهو لإحياء إصلاحات قضائية مثيرة للجدل.


ويُنظر إلى هذه المخاوف على أنها تمثل تياراً أوسع من أن يُختصر في مجرد ستة وثلاثين توقيعاً، كما أكد بارون فرانكال، أحد الموقعين، موضحاً أن هناك من يشاركهم القلق نفسه، لكنهم لا يشعرون بالقدرة على التعبير عنه علناً.


وتتزامن هذه الرسالة مع عودة العنف بشكل دموي إلى غزة، حيث أدى الهجوم الإسرائيلي الأخير، بحسب مسؤولي الصحة الفلسطينيين، إلى ارتقاء أكثر من 50 ألف شخص حتى الآن.


حادث ارتقاء المسعفين


كما تطرقت الرسالة أيضاً إلى حادث مروع الشهر الماضي تمثل في ارتقاء 15 من عمال الطوارئ الفلسطينيين ودفنهم في مقبرة جماعية، في مشهد قالت الرسالة إنه بات يبدو وكأنه أصبح مألوفاً أو حتى مقبولاً.


وفي ختام رسالتهم، أعلن الموقعون بوضوح: "نحن نقف ضد الحرب... ونتطلع إلى اليوم التالي للصراع، حين تبدأ المصالحة".


اقرأ أيضا

احتجاج داخل الجيش الإسرائيلي.. 100 ضابط احتياط يطالبون بوقف الحرب

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول