هل تعلم أن مشكلات ضغط الدم قد تبدأ منذ ما قبل الولادة؟ دراسة علمية حديثة تكشف أن تعرض الجنين لعوامل صحية خطرة خلال فترة الحمل يمكن أن يزرع بذور مشكلات ضغط الدم في المستقبل.
أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة ساوث كاليفورنيا أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالسمنة، سكري الحمل، أو ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم في مراحل لاحقة من الطفولة.
وقد وجدت الدراسة أن هؤلاء الأطفال يسجلون معدلات ضغط دم أعلى مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا لتلك الظروف الصحية داخل الرحم.
تسارع ارتفاع ضغط الدم بين عمر السنتين و18 عاماً
أوضح الباحثون أن ضغط الدم لدى الأطفال الذين تعرضوا لعوامل الخطر الصحية (مثل السمنة أو السكري) يرتفع بوتيرة أسرع بين عمر السنتين و18 عاماً. مما يفتح المجال للبحث في كيفية الوقاية من الأمراض القلبية في المستقبل.
التأثير التراكمي لعوامل الخطر: دراسة تركز على الفروق بين الفتيات والفتيان
أشارت الدراسة إلى أن التأثير التراكمي لتعرض الأطفال لعوامل الخطر مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم في الرحم كان أكثر وضوحاً، خاصةً للأطفال الذين ولدتهم أمهات مصابات بكلتا الحالتين.
فقد سجل هؤلاء الأطفال ارتفاعاً ملحوظاً في ضغط الدم الانقباضي مقارنةً بالأطفال الذين لم تتعرض أمهاتهم لهذه الظروف.
الجدير بالذكر أن الفتيات كانت أكثر تأثراً من الذكور، ما يفتح المجال لفهم الفروق البيولوجية في استجابة الجسم.
أهمية التدخل الوقائي المبكر في الحمل
قالت الدكتورة شهرة فرزان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن هذه النتائج تبرز أهمية العناية الصحية المكثفة في مراحل الحمل المبكرة.
وأوضحت أن الحمل يمكن أن يكون نقطة انطلاق مهمة للتدخل الوقائي لمنع الأمراض القلبية والأوعية الدموية في المستقبل.
دور الوقاية المبكرة في حماية الأجيال القادمة
يأمل الباحثون أن تساهم هذه الدراسة في تعزيز الوعي بأهمية الوقاية المبكرة والبدء بالتدخلات الصحية منذ الحمل، وذلك لحماية الأجيال القادمة من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم المزمن.
طالع أيضًا