غالبًا ما يُنظر إلى الأرز الأبيض والمكرونة كخيارات غير مثالية لمن يسعون إلى فقدان الوزن أو تنظيم مستويات السكر في الدم.
تُصنف هذه الأطعمة المكررة على أنها كربوهيدرات ضارة تسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد، مثل انخفاض الطاقة ومشكلات صحية أخرى.
النشا المقاوم: سر التحول الغذائي المفيد
النشا المقاوم هو نوع خاص من النشا يمر عبر الأمعاء الدقيقة دون أن يُهضم، ويتجه مباشرة إلى القولون حيث تُخمره البكتيريا المفيدة للأمعاء.
تنتج هذه العملية أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة تعود بفوائد صحية عديدة.
يمكن اعتبار النشا المقاوم نوعًا من البريبايوتيك، لأنه يغذي بكتيريا الأمعاء النافعة ويساعد على تحسين عملية الهضم.
كما أن له تأثيرًا إيجابيًا على مستويات سكر الدم، حيث يبطئ هضم وامتصاص الكربوهيدرات، مما يقلل من تقلبات السكر ويحافظ على طاقتك بشكل مستقر.
الخدعة السحرية لتحويل الأرز والمكرونة إلى "غذاء خارق"
عادةً ما يحتوي الأرز الأبيض والمكرونة الطازجة الساخنة على نشا سهل الهضم يمتصه الجسم بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم.
لكن يمكنك تحويل هذا النشا إلى نشا مقاوم عبر تجميد الأرز أو المكرونة لمدة ليلة كاملة.
تشرح أخصائية التغذية ماريا ماركو أن تبريد الأرز الساخن يجعل بعض سلاسل السكر تلتصق ببعضها بشكل يجعلها غير قابلة للهضم، فتتشكل بنية معقدة مقاومة للإنزيمات الهاضمة.
ونتيجة لذلك، لا يتحرر الكثير من السكر في الدم، ويصبح الأرز أو المكرونة مفيدًا أكثر للجسم.
تأثير التجميد وإعادة التسخين على النشا المقاوم
يمكن أن تزيد دورات الطهي والتجميد المتكررة من كمية النشا المقاوم في الطعام، مما يعزز نمو البكتيريا الصحية في الأمعاء.
حتى بعد إعادة تسخين الأرز أو المكرونة، يحتفظ الطعام بفوائد النشا المقاوم.
الكربوهيدرات غير القابلة للهضم مثل النشا المقاوم تعتبر أشبه بالألياف التي تلعب دورًا مهمًا في صحة الجسم، خاصة في تنظيم الوزن ومستويات السكر في الدم.
لا تقتصر هذه الخدعة على الأرز والمكرونة فقط، بل يمكن تطبيقها على البطاطس أيضًا.
طهي البطاطس ثم تبريدها وإعادة تسخينها لاحقًا يساعد في زيادة نسبة النشا المقاوم فيها، مما يجعلها أكثر فائدة لصحة الأمعاء وتنظيم السكر في الدم.
طالع أيضًا