قال الدكتور أمجد موسى، الأخصائي النفسي المختص بالاكتئاب والصدمة النفسية، في برنامج "بيت العيلة" المذاع على راديو الشمس، إن النميمة، كظاهرة اجتماعية، تُشكِّل جزءًا كبيرًا من التفاعل البشري، وتؤثر بشكل ملحوظ على الصحة النفسية للفرد والمجتمع.
وأضاف "موسى"، أن النميمة نوعان رئيسيان: النميمة الإيجابية، التي تعزز العلاقات الاجتماعية وتوطدها، والنميمة السلبية، التي قد تترك آثارًا نفسية خطيرة، سواء على الشخص الذي يتم التحدث عنه أو على المتحدث نفسه.
وأكد أن النميمة ليست مجرد حديث عابر، بل هي انعكاس لحالة نفسية واجتماعية يعيشها الفرد، وفي كثير من الأحيان، تُستخدَم كوسيلة للتنفيس عن المشاعر الداخلية والتعامل مع الضغوط الحياتية".
ويضيف أن النميمة الإيجابية، عندما تُمارَس بحسن نية، يمكن أن تكون محفزًا قويًا لتقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد، حيث يُعزز ذكر صفات شخص ما بإيجابية شعور التقدير والتواصل الصحي.
أما النميمة السلبية، فهي أكثر تعقيدًا في آثارها النفسية، حيث يمكن أن تعكس شعورًا بالنقص أو الرغبة في الهيمنة النفسية على الآخرين.
ويوضح د. موسى أن المرأة غالبًا ما تميل إلى النميمة في سياقات اجتماعية وعاطفية، كوسيلة لتفريغ المشاعر السلبية التي قد تتراكم نتيجة للضغوط النفسية الداخلية، فيما يركز الرجال بشكل أكبر على النميمة المرتبطة بالوظائف والمناصب التي لا يستطيعون الوصول إليها، وذلك كآلية دفاعية نفسية للتعامل مع الإحباط المهني.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ويشير د. موسى إلى أن تأثير النميمة لا يقتصر على الجانب الاجتماعي فقط، بل يمتد ليؤثر على الشخص الذي يمارسها أيضًا، حيث يمكن أن تعزز النميمة السلبية الشعور بالقلق والتوتر، بل وحتى توليد مشاعر الذنب أو فقدان الثقة بالنفس.
وفي المقابل، فإن الحديث الإيجابي عن الآخرين يُسهم في تعزيز الرفاه النفسي، ويُشجِّع على بناء علاقات قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل.
ويختتم د. موسى تصريحه قائلًا: "على الأفراد إدراك تأثير كلماتهم، فالنميمة يمكن أن تكون أداة بنّاءة أو هدّامة، والوعي بطريقة استخدامها هو الذي يحدد أثرها النفسي والاجتماعي".
ويؤكد على أهمية تطوير مهارات الحوار الصحي، والاستفادة من قوة التواصل الإيجابي لتعزيز بيئة اجتماعية أكثر دعمًا واستقرارًا نفسيًا.
طالع أيضًا: