صعّدت قوات الجيش الإسرائيلي من عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، حيث شنّت طائراته الحربية، عصر اليوم الأربعاء، سلسلة غارات عنيفة على مبنى هيئة الأركان العامة في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق.
وقصف سلاح الجو الإسرائيلي أهدافا تابعة للحكومة السورية في محافظة السويداء اليوم، تزامنا مع تجدد الاشتباكات في المدينة بين قوات النظام ومجموعات مسلحة في المدينة.
ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين
أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصادر أمنية، بسقوط صحايا وجرحى في القصف الإسرائيلي الذي طال مقر وزارة الدفاع ومواقع أمنية داخل العاصمة السورية.
وسمع دوي انفجار قوي في معظم أرجاء دمشق بعد استهداف مبنى هيئة الأركان، ما أثار حالة من الهلع في صفوف السكان.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما أفادت مصادر عسكرية سورية، بمقتل خمسة عناصر على الأقل من الجيش السوري خلال قصف استهدف مواقع في مدينة السويداء ومطار الثعلة العسكري جنوب سورية، فيما أصيب مدنيان آخران جراء استهداف إسرائيلي مباشر لمحيط قيادة أركان الجيش في دمشق.
shutterstock
160 هدفًا في ليلة واحدة
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف منذ الليلة الماضية 160 هدفًا داخل سوريا، معظمها في محافظة السويداء، مشيرًا إلى أن الضربات استهدفت مواقع عسكرية يُعتقد أنها تابعة لقوات النظام والمجموعات المتحالفة معه.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إنه قصف "بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة التابع لوزارة الدفاع في دمشق"، مضيفًا أنه "يواصل مراقبة التطورات والأعمال ضد المواطنين الدروز في سورية"، وأنه "يُبقي قواته في حالة تأهب كامل للسيناريوهات المختلفة".
تعزيزات إسرائيلية على الحدود واستعداد لأي تطور
عزّز الجيش الإسرائيلي انتشاره على طول السياج الأمني مع سورية، خصوصًا في مناطق الجولان ، استعدادًا لأي تطورات محتملة في الميدان، بحسب ما أورد البيان العسكري.
وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن قوات كبيرة تمركزت في المناطق الحدودية، وسط تقييمات متواصلة للموقف الميداني وتحديد حجم القوات الضرورية لـ"تنفيذ المهام العملياتية على الجبهات المختلفة".
نتنياهو يحذر ويمنع الدروز من عبور الحدود
من جانبه، وصف رئيس الحكومة الإسرائيليى، بنيامين نتنياهو، الوضع في السويداء وجنوب غرب سورية بأنه "خطير جدًا"، داعيًا أبناء الطائفة الدرزية داخل إسرائيل إلى عدم عبور الحدود إلى سورية، حتى يتمكن الجيش من تنفيذ مهامه دون إرباك ميداني.
وجاءت مناشدة نتنياهو بعدما تمكّن مئات الدروز من اجتياز السياج الحدودي إلى الداخل السوري، وسط اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي الذي حاول منعهم من العبور، وذلك استجابةً لقرار الرئاسة الروحية للطائفة، بالإضافة إلى رؤساء المجالس الدرزية وأعضاء الكنيست، الذين أعلنوا إضرابًا فوريًا وأيام غضب احتجاجًا على المذبحة التي وقعت في سوريا.
وفي ذات السياق، دعا الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، موفق طريف، الحكومة الإسرائيلية إلى التدخل الفوري لإخراج القوات السورية من السويداء.
وأكد طريف أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن عليه أن يختار بين الشراكة مع الدروز أو التحالف مع داعش.
كاتس يتوعد دمشق: "الضربات الموجعة قادمة"
وفي السياق ذاته، صعّد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من لهجته تجاه النظام السوري، قائلاً: "الإشارات انتهت في دمشق، والآن ستأتي الضربات الموجعة".
وأكد أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته في السويداء "حتى القضاء على القوات التي هاجمت الدروز"، مشددًا على أن التصعيد سيتواصل ما لم تنسحب قوات النظام بالكامل من المحافظة.
وكان كاتس قد دعا في وقت سابق الحكومة السورية لسحب قواتها فورًا من السويداء، مهددًا برد إسرائيلي واسع إذا لم يتم الاستجابة لهذه المطالب.
الرئاسة السورية تتعهد بمحاسبة كل من تورط في الأحداث بالسويداء
أدانت الرئاسة السورية في بيان الانتهاكات التي تحصل في محافظة السويداء، متعهدة بمحاسبة كل من تورط فيها.
وقالت إن الانتهاكات في السويداء تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية وغير القانونية، مشيرة الى انها تحقق في جميع الحوادث بالسويداء، مؤكدة انها ستضع الاولوية القصوى لحماية امن واستقرار الدولة.
تصعيد إقليمي وتحذيرات من انفجار واسع
يأتي ذلك، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومجموعات مسلحة في المدينة، وسط تصعيد إسرائيلي في القصف، وسط تقارير عن سقوط مئات القتلى والجرحى منذ بدء الاشتباكات، إلى جانب تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية.
ويرى مراقبون أن التدخل العسكري الإسرائيلي المباشر في العمق السوري قد يُنذر بتوسّع الصراع ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى، في ظل انقسام دولي حاد حيال الموقف في جنوب سورية.
وطالع ايضا:
الحركة التقدمية للتواصل: النظام السوري "طائفي" ويتحمل مسؤولية أحداث السويداء