أعلنت وزارة الداخلية السورية، ليل السبت – الأحد، عن إخلاء مدينة السويداء من مقاتلي العشائر ووقف الاشتباكات المسلحة التي عصفت بالمحافظة الجنوبية منذ أسبوع، وذلك بعد انتشار واسع لقوات الأمن في المناطق الشمالية والغربية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء هذا الإعلان في ظل حصيلة ثقيلة من الضحايا، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد القتلى إلى 940 شخصًا منذ اندلاع الاشتباكات يوم الأحد الماضي، في واحدة من أكثر المواجهات دموية في الجنوب السوري خلال السنوات الأخيرة.
ارتفاع قتلى الاشتباكات من الدروز
وبحسب المرصد، فقد قتل من بين الضحايا 406 أشخاص من الطائفة الدرزية، من ضمنهم 80 مدنيًا و4 أطفال و4 نساء، إلى جانب 312 عنصرًا من قوات الأمن، و18 من مقاتلي العشائر البدوية.
كما لقي إعلامي مصرعه أثناء تغطيته للاشتباكات، بالإضافة إلى 15 عنصرًا من الأمن قتلوا في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في دمشق، راح ضحيتها أيضًا 3 مدنيين بينهم امرأة.
ورغم إعلان الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقفًا لإطلاق النار وتعهدًا بـ"حماية الأقليات" ومحاسبة المنتهكين، استمرت الاشتباكات متقطعة في بعض المناطق.
إخلاء السويداء من مقاتلي العشائر
إلا أن إعلان وزارة الداخلية مساء السبت عن إتمام عملية إخلاء السويداء من مقاتلي العشائر، جاء ليعزز الآمال بعودة تدريجية للهدوء.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا: "بعد جهود حثيثة لتطبيق الاتفاق، أخلينا المدينة من كافة المقاتلين وأوقفنا الاشتباكات في أحيائها".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
انتشار قوات الأمن في أغلب الريف الغربي والشمالي
من جانبه، أكد وزير الإعلام السوري، حمزة مصطفى، أن قوات الأمن الداخلي انتشرت في أغلب الريف الغربي والشمالي، وبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل فتح ممرات إنسانية للمدنيين وتأمين المحتجزين لدى الجماعات المسلحة.
في الأثناء، وصفت منظمات إنسانية الوضع في السويداء بـ"الكارثي"، في ظل انقطاع الكهرباء والماء، وضعف الاتصالات، ونقص حاد في الغذاء والدواء.
نزوح ما يقارب الـ80 ألف شخص
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 80 ألف شخص نزحوا جراء أعمال العنف، فيما أفاد وزير الطوارئ السوري بأنه تم "إسعاف 1747 مصابًا وإجلاء مئات العائلات"، إضافة إلى تجهيز معبرين إنسانيين في بصرى الحرير وبصرى الشام.
وأشار وزير الطوارئ إلى أن الاشتباكات حالت دون الوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضررًا، وأن سلامة العاملين في المجال الإنساني معرضة للخطر، مطالبًا بتوفير الحماية لهم.
من جهته، شدد قائد قوات الأمن الداخلي في السويداء على أن "سوريا للجميع ولا نحمل خلفيات طائفية في تعاملنا"، مؤكدًا أن "الاقتتال بين أهلنا من البدو وبعض العصابات المسلحة اضطرنا للتدخل حفاظًا على الأمن".
أسباب اندلاع الاشتباكات في السويداء
وكانت الاشتباكات قد اندلعت على خلفية حادثة خطف تاجر خضار درزي، لتتطور لاحقًا إلى عمليات خطف متبادل بين دروز وبدو.
ويقدّر عدد أبناء الطائفة الدرزية في سورية بنحو 700 ألف نسمة، يتركز معظمهم في محافظة السويداء جنوب البلاد.
ويأمل مراقبون أن يشكل الاتفاق الحالي فرصة لبدء حوار سياسي شامل تحت مظلة الدولة، بعد سنوات من التوتر والصراعات المتقطعة التي أضعفت النسيج الاجتماعي في الجنوب السوري.
اقرأ أيضا
مفاوضات الدوحة.. مسؤول إسرائيلي:الاتفاق يتضمن بندا لإنهاء حرب غزة