لم يعد البصل مجرد مكوّن أساسي في أطباقنا اليومية، بل تحول في السنوات الأخيرة إلى محور اهتمام علمي بفضل ما كشفته الدراسات الحديثة عن دوره المذهل في تنظيم مستويات السكر في الدم ومساعدة الجسم على مقاومة مرض السكري.
وبينما اعتبرته الحضارات القديمة علاجًا للالتهابات ومشكلات الجهاز الهضمي، تؤكد الأبحاث اليوم أن فوائده تمتد إلى حماية القلب والبنكرياس وتنشيط استجابة الجسم للأنسولين.
مكونات فعالة تحارب اضطراب السكر
يحتوي البصل على مجموعة من المركبات الطبيعية النشطة مثل الكبريت والفلافونويد والكويرسيتين، وهي عناصر تمنح هذا النبات قدرته الفريدة على دعم توازن السكر.
هذه المواد تعمل على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، وهو ما يساعد في خفض مستوى الجلوكوز في الدم بطريقة طبيعية دون تدخل دوائي مباشر.
كما يساهم البصل في إبطاء امتصاص الجلوكوز داخل الأمعاء بعد تناول الطعام، ما يمنع الارتفاع المفاجئ في مستوى السكر الذي يعاني منه مرضى السكري عادة.
وتشير الأبحاث إلى أن خصائصه المضادة للالتهاب تساعد في حماية البنكرياس من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، مما يحافظ على كفاءة إنتاج الأنسولين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مضادات الأكسدة الموجودة فيه تساهم في حماية الأوعية الدموية من التلف الذي يسببه ارتفاع السكر، وتقلل خطر أمراض القلب المرتبطة بالسكري.
كيف تستفيد من البصل دون أن تفقد فوائده؟
يوصي خبراء التغذية بتناول البصل النيئ ضمن السلطات للحصول على أقصى قدر من الفوائد، لأن طهيه لفترات طويلة قد يقلل من فعالية مركباته النشطة.
ويمكن كذلك تناوله مشويًا أو مطهوًا بالبخار لمن لا يحتملون رائحته النفاذة، مع الحفاظ على معظم خصائصه الصحية.
وينصح بإدراجه في النظام الغذائي بانتظام بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، ضمن نمط غذائي متوازن يحتوي على خضروات وألياف وبروتينات صحية.
بهذه الطريقة يمكن للبصل أن يصبح سلاحًا طبيعيًا لمقاومة السكري وتحسين صحة القلب والشرايين في آن واحد.
طالع أيضًا
