لا ترتبط حصوات الكلى بقلة شرب الماء فقط كما يعتقد الكثيرون، بل تتكون نتيجة مجموعة من العوامل المعقدة التي تشمل اضطرابات أيضية، واختلالات غذائية، وعوامل وراثية وطبية. فهم هذه العوامل يساعد على الوقاية والعلاج بشكل دقيق وفعّال.
توضح الدراسات الحديثة أن تكرار الإصابة بحصوات الكلى يتطلب تقييمًا شاملاً يشمل تحليل البول لمدة 24 ساعة لمعرفة السبب الجذري.
لذلك فإن الاكتفاء بزيادة شرب الماء لا يكفي دائمًا، ويجب التعامل مع السبب الأساسي لمنع عودة الحصوات مرة أخرى.
أسباب حصوات الكلى
1- فرط الكالسيوم في البول
يُعد فرط كالسيوم البول السبب الأكثر شيوعًا لحصوات الكلى، إذ يصيب ما بين 30% و60% من الحالات. قد يحدث نتيجة تسريب الكلى للكالسيوم أو امتصاص الجسم كميات كبيرة منه، مما يؤدي لتشكل حصوات أكسالات أو فوسفات الكالسيوم.
حتى مع تناول كميات كافية من الماء، تظل هذه الاختلالات قادرة على تكوين الحصوات، وهنا تظهر أهمية فحص البول والعلاج بأدوية مثل الثيازيدات.
2- ارتفاع الأوكسالات: النظام الغذائي ومشكلات الأمعاء
ترتفع مستويات الأوكسالات بسبب تناول السبانخ والمكسرات والشوكولاتة أو الإفراط في فيتامين سي. كما تزيد بعض اضطرابات الأمعاء من امتصاص الأوكسالات.
وتكوّن هذه الزيادة حصوات أكسالات الكالسيوم الأكثر شيوعًا. وللوقاية يُنصح بتقليل الأطعمة الغنية بالأوكسالات وزيادة الكالسيوم الغذائي لربطه داخل الأمعاء.
3- نقص السترات: الحماية الطبيعية من الحصوات
السترات عنصر مهم يمنع التصاق البلورات ويذيب الكالسيوم داخل البول. ويُصيب نقص السترات ما بين 20% و60% من المرضى، ويرتبط بالإسهال المزمن وتناول البروتين الحيواني بكثرة ونقص البوتاسيوم.
انخفاض السترات يعزز نمو حصوات الكالسيوم بسرعة، خاصة عند زيادة حموضة البول.
4- ارتفاع حمض البوليك: اللحوم الحمراء والنقرس
حصوات حمض البوليك تمثل 5–10% من الحالات، وتزداد مع الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.
يزيد حمض اليوريك من حموضة البول ويعزز تكوّن الحصوات.
كما تلعب السمنة ومتلازمة الأيض دورًا مهمًا في رفع المخاطر، وتؤكد الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبيورينات تضاعف احتمال الإصابة 2–3 مرات.
5- الملح والبروتين الحيواني: عوامل غذائية خطيرة
تناول أكثر من 6 جرامات من الملح يوميًا يزيد تسرب الكالسيوم للبول، مما يرفع خطر تكون الحصوات. كما يؤدي نقص الكالسيوم الغذائي إلى امتصاص المزيد من الأوكسالات.
يُنصح بتناول 1000–1200 ملغ من الكالسيوم من الطعام وليس المكملات، وخفض الصوديوم إلى أقل من 2300 ملغ يوميًا.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الحالات الطبية والجينات والأدوية
الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة والنقرس ومشكلات الغدة الدرقية والأمعاء الالتهابية تغير كيمياء البول وتزيد احتمالات الإصابة.
كما تضاعف الجينات المرتبطة بفرط كالسيوم البول خطر تكوين الحصوات. بعض الأدوية مثل مدرات البول والتوبيرامات قد تسبب الحصوات أيضًا.
طالع أيضًا
إفراط خطير.. كيف يؤدي فيتامين سي إلى حصى الكلى والفشل الكلوي؟
