رغم صِغر حجمها وقلة الالتفات إليها، قد تتحول الزائدة الدودية في لحظة إلى خطر حقيقي يهدد حياة الإنسان.
فالتهاب الزائدة ليس مجرد آلام عابرة في البطن، بل حالة طبية طارئة قد تتطور سريعًا إلى مضاعفات جسيمة إذا أُهملت أو تأخر علاجها، لتدخل المريض في دائرة من المخاطر التي يصعب تداركها.
لماذا يُعد التهاب الزائدة الدودية خطيرًا؟
بحسب تقارير طبية، فإن تجاهل أعراض التهاب الزائدة الدودية أو التأخر في التدخل الجراحي يسمح باستمرار العدوى داخل العضو، ما يؤدي إلى تصاعد التفاعلات الالتهابية، وقد ينتهي الأمر بتمزق الزائدة وانتشار البكتيريا داخل تجويف البطن، وهي حالة تُعرف طبيًا بالتهاب الصفاق، وتُعد من أخطر الطوارئ الجراحية.
تمزق الزائدة الدودية.. بداية المضاعفات
في المراحل الأولى، يقتصر الالتهاب على الزائدة نفسها، إلا أن استمرار العدوى يؤدي إلى تكاثر البكتيريا وتراكم الصديد داخلها، ما يضعف جدرانها تدريجيًا حتى تنفجر.
وعند حدوث التمزق، تنتشر الميكروبات والسموم في البطن، مسببة آلامًا شديدة تشمل كامل البطن، إلى جانب ارتفاع حاد في درجة الحرارة، وهي أعراض تستدعي تدخلًا جراحيًا عاجلًا لإنقاذ حياة المريض.
خراجات بطنية تهدد بالانفجار
في بعض الحالات، يحاول الجسم احتواء العدوى عبر تكوين خراجات بطنية، وهي تجمعات من الصديد والأنسجة الملتهبة.
ورغم أنها تمثل آلية دفاع مؤقتة، فإن إهمال علاجها قد يؤدي إلى انفجارها، لتُسبب التهاب الصفاق ذاته.
وغالبًا ما يتطلب علاج هذه الخراجات استخدام مضادات حيوية قوية إلى جانب تصريف جراحي دقيق لمنع انتشار العدوى.
العدوى المنتشرة وتسمم الدم
من أخطر مضاعفات إهمال التهاب الزائدة الدودية حدوث تسمم الدم، حيث تتسرب البكتيريا إلى مجرى الدم، ما يُطلق استجابة مناعية عنيفة في الجسم.
وتشمل الأعراض انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب، وتضرر أعضاء حيوية مثل الكلى والكبد، وقد تتطور الحالة سريعًا إلى صدمة إنتانية مهددة للحياة خلال ساعات إذا لم يُتدخل طبيًا بشكل فوري.
آثار طويلة الأمد بعد النجاة
حتى في حال تجاوز المرحلة الحادة، قد تترك الزائدة الدودية غير المعالجة آثارًا مزمنة داخل البطن.
فقد تتكون التصاقات بين الأمعاء وجدار البطن نتيجة التئام غير طبيعي، ما يؤدي لاحقًا إلى انسداد الأمعاء، وهو اضطراب يتطلب في كثير من الأحيان تدخلًا جراحيًا جديدًا.
كما قد يعاني المريض من آلام مزمنة واضطرابات في الهضم، خاصة إذا لم تُعالج العدوى بشكل كامل في بدايتها.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
التشخيص المبكر يحمي من الكارثة
لا تقتصر آثار إهمال التهاب الزائدة الدودية على صحة المريض فحسب، بل تمتد لتشكل عبئًا كبيرًا على الأنظمة الصحية، إذ تتطلب الحالات المتقدمة فترات علاج أطول وإقامات مطولة بالمستشفيات، مقارنة بعملية استئصال بسيطة عند الاكتشاف المبكر.
ويؤكد الأطباء أن التشخيص السريع والتدخل الجراحي المبكر يمثلان خط الدفاع الأول للوقاية من هذه المضاعفات الخطيرة، لا سيما لدى الأطفال وكبار السن، حيث تكون مخاطر الانفجار أعلى والاستجابة المناعية أضعف.
طالع أيضًا