تعد حالة الأرق العائلي القاتل (Fatal Familial Insomnia - FFI) من الأمراض الجينية النادرة التي تؤدي إلى الوفاة بسبب فقدان القدرة على النوم.
يصيب هذا المرض الأسر التي تحمل جينًا موروثًا عبر الأجيال، حيث لا تتجاوز عدد العائلات المصابة 40 حول العالم، ويُقدّر عدد المرضى بنحو 100 شخص فقط.
ما هو المرض؟
يتسبب هذا المرض في حدوث خلل في بروتين يُسمى "البرايون"، وهو بروتين ملتوي بشكل غير طبيعي يؤثر في الدماغ، وخاصةً في منطقة المهاد التي تتحكم في دورة النوم.
يساهم هذا البروتين في تشويه بروتينات أخرى، مما يؤدي إلى تدهور الجهاز العصبي.
الأعراض والتطورات الصحية
تبدأ الأعراض بمشاكل في النوم تتطور إلى أرق مزمن، هلوسات، ونوبات من الذعر. مع تفاقم الحالة، يفقد المريض قدرته على النوم تمامًا، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وتدهور وظائف الجسم تدريجيًا حتى الوفاة.
في إحدى الحالات التي تم نشرها، أصيب رجل في الخمسينات من عمره بعد عقود من النوم الطبيعي.
تفاقمت حالته بسرعة، ولم يعد جسده قادرًا على تحمل النوم، مما أدى إلى وفاته في غضون أشهر قليلة.
أهمية النوم
رغم أن هذا المرض يُبرز أهمية النوم، فإن البشر العاديين لا يمكنهم البقاء مستيقظين حتى الموت.
على سبيل المثال، تمكن الشاب "راندي غاردنر" في عام 1964 من البقاء مستيقظًا لمدة 11 يومًا متواصلة خلال تجربة علمية، لكنه استعاد صحته بعد النوم لفترة طويلة.
العواقب الصحية لقلة النوم
تشير الدراسات إلى أن النوم أقل من ست ساعات يوميًا يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان القولون والثدي، السمنة، والسكري.
كما يؤثر نقص النوم سلبًا على التركيز ويزيد من احتمالية الحوادث. لكن، في الوقت ذاته، يمكن للجسم أن يتعافى إذا أُعطي فرصة للراحة الكافية.
طالع أيضًا