هل سبق لك أن أحسست برغبة مفاجئة في البكاء بعد تناول وجبة، سواء كانت دسمة أو خفيفة؟ قد يبدو الأمر غريبًا أو محرجًا، لكنه حقيقة يعاني منها عدد غير قليل من الأشخاص حول العالم.
فما الذي يقف وراء هذا الشعور غير المتوقع؟ وهل توجد أسباب طبية ونفسية تفسر هذا التفاعل العاطفي؟
الاضطراب العاطفي ما بعد الأكل: حالة نفسية غير شائعة
يشير بعض الخبراء في الطب النفسي والغدد الصماء إلى احتمال الإصابة بما يُعرف بـ"الاضطراب العاطفي ما بعد الأكل"، وهو اضطراب نادر نسبيًا، يتمثل في شعور غير مبرر بالحزن أو الضيق، قد يصل إلى حد البكاء، عقب تناول الطعام.
وعلى الرغم من قلة انتشاره، إلا أن هذه الظاهرة تحظى باهتمام متزايد في الأوساط الطبية.
تغيرات بيولوجية قد تكون السبب
يرى الأطباء أن بعض الأطعمة، خصوصًا تلك الغنية بالسكريات والكربوهيدرات، قد تؤدي إلى تغيرات سريعة في كيمياء الدماغ.
إذ تعمل على تحفيز إفراز هرمونات مثل الأنسولين والسيروتونين، وهما مرتبطان بشكل مباشر بتنظيم المزاج. وفي بعض الحالات، قد تؤدي هذه التغيرات إلى شعور مفاجئ بالحزن أو التعب العاطفي.
مشكلات الجهاز الهضمي، مثل الارتجاع المعدي المريئي أو متلازمة القولون العصبي، قد تتسبب أيضًا في شعور بالضيق الجسدي بعد تناول الطعام، ما ينعكس على الحالة النفسية.
كما أن اضطرابات في الغدة الدرقية أو اختلالات هرمونية أخرى قد تكون من بين الأسباب المحتملة لهذا السلوك العاطفي.
أبعاد نفسية عميقة لا يمكن إغفالها
من الناحية النفسية، يربط بعض المختصين هذا البكاء المفاجئ بمشاعر خفية مثل القلق أو الذنب المرتبط بالأكل، خاصة لدى من يعانون من اضطرابات في صورة الجسد أو مشكلات مثل الشره المرضي أو فقدان الشهية.
هؤلاء الأفراد قد يدخلون في حالة من الصراع النفسي بعد تناول الطعام، ما يترجم إلى انفجار عاطفي في صورة بكاء.
متى يجب طلب المساعدة؟
إذا لاحظت تكرار هذه الحالة بعد الأكل، يُنصح بمراجعة طبيب متخصص في الصحة النفسية أو الغدد الصماء لتحديد السبب الحقيقي.
وغالبًا ما يكون العلاج بسيطًا، ويعتمد على تحسين العادات الغذائية، واللجوء إلى تقنيات الاسترخاء، وفي بعض الحالات، يتم الاستعانة بجلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للمساعدة في إدارة المشاعر والتحكم في الاستجابات العاطفية.
طالع أيضًا
