شهدت الجامعة العبرية في القدس خلال الأيام الأخيرة تصاعدًا مقلقًا في ممارسات عنصرية وتحريضية ضد عدد من طلبة التمريض العرب، على خلفية تعبيرهم عن مواقف إنسانية وقانونية رافضة للحرب على غزة.
وتعرض الطلبة لحملة تضمنت تهديدات بالطرد إلى جامعات غزة، وشتائم عبر مجموعات "واتساب" التعليمية، ومطالب بالإذلال والاعتذار من جنود الجيش الإسرائيلي.
رسالة إلى إدارة الجامعة لإدانة التحريض
ووجهت اللجنة المشتركة للحركات الطلابية الفلسطينية في الجامعة، رسالة رسمية إلى إدارة الجامعة، طالبت فيها بإدانة علنية فورية للتحريض، ووقف ما وصفته بـ"تحقيقات الاستيضاح" غير القانونية التي يُجريها بعض الطلاب اليهود ضد زملائهم العرب.
من جانبه، قال عبد الحميد أبو غوش، سكرتير حركة "جفرا" الطلابية، في تصريحات صحفية إن طالبة عربية تعرّضت للتهديد بسبب مشاركتها دعوة سلمية لوقفة مرخصة ضد الحرب.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأضاف أن مواقف مماثلة كثيرة طالت طلبة عرب، منهم من تعرّض للشكوى بسبب ملصقات متعلقة بالقضية الفلسطينية على حاسوبه الشخصي.
واعتبر أبو غوش أن هذه الممارسات ليست استثنائية بل تمثل امتدادًا للعنصرية البنيوية المتغلغلة في المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية، موضحًا أن حرية التعبير للطلبة العرب باتت هدفًا مباشرًا للقمع، فيما يتمتع الطرف الآخر بحصانة دون مساءلة.
أعضاء اللجان الصفية تحولوا لشرطة أفكار
فيما أشار البيان الرسمي الصادر عن اللجنة المشتركة للحركات الطلابية، إلى أن بعض أعضاء اللجان الصفية تحوّلوا فعليًا إلى "شرطة أفكار"، يجمعون ملفات بحق الطلاب العرب بهدف دفعهم نحو مسارات تأديبية خارج أي إطار قانوني أو أخلاقي.
وأوضح البيان أن ما يحدث هو "هجمة منظمة وممنهجة" ضد الطلبة الفلسطينيين، حيث يتم تحميلهم مسؤولية مشاعر الطرف الآخر لمجرد تعبيرهم عن رأيهم أو هويتهم.
وأكدت اللجنة أن إدارة الجامعة لم تصدر حتى الآن أي موقف رسمي يدين التحريض أو يوفر الحماية للطلبة المتضررين، معتبرة أن الصمت المؤسسي هو تواطؤ واضح. وطالبت باتخاذ ثلاث خطوات فورية: إصدار بيان إدانة رسمي، توفير حماية حقيقية للطلبة العرب، وفتح تحقيق شفاف في كل ممارسة عنصرية بحقهم.
وشددت الرسالة التي وُجّهت لإدارة الجامعة على أن حرية التعبير، بما فيها حق استخدام اللغة العربية، هي قيمة أكاديمية لا يمكن التنازل عنها، وأن أي تهاون في هذا الجانب يُعد انحرافًا أخلاقيًا في التعامل مع الطلبة الفلسطيني.
التضييق على الحريات
واختتم البيان بتأكيد أن "الطلبة العرب لن يصمتوا"، وأنهم سيواصلون الدفاع عن حقهم في تعليم عادل وآمن داخل المؤسسات الأكاديمية، رغم كل حملات التخويف والتحريض والتمييز.
ويعكس ما يجري في الجامعة العبرية واقعًا أوسع من التضييق على الحريات في إسرائيل، حيث تمتد سياسات الإقصاء من ساحة المعركة إلى الجامعات والمستشفيات والمجال العام، في ظل خطاب سائد يُجرّم الوجود العربي، حتى في أكثر المساحات التي يُفترض أن تكون مفتوحة للتنوع والاختلاف.
اقرأ أيضا
الحرب على غزة| أوامر إخلاء في خانيونس ومقتل جنديين خلال معارك شمال القطاع