دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ695، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي على مختلف مناطق القطاع وسقوط عشرات الضحايا والجرحى، بالتزامن مع انتشار أمراض سوء التغذية والمجاعة واستهداف الجوعى بمراكز المساعدات ومنع دخول المساعدات.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء اليوم الإثنين، ارتقاء 98 فلسطينيا وإصابة 404 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب منذ أكتوبر
وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 63,557 ضحية و160,660 مصابا.
ولفتت الصحة الفلسطينية إلى أنه منذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قِبل شبكة تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) في 22 آب/أغسطس2025، تم تسجيل 70 حالة وفاة إضافية، من بينهم 12 طفلا، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية ونقص حاد في المساعدات الغذائية.
تسجيل 9 وفيات نتيجة التجويع
وأعلنت الصحة الفلسطينية، تسجيل 9 وفيات جديدة نتيجة التجويع وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينهم ثلاثة أطفال.
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا التجويع وسوء التغذية في القطاع إلى 348 ضحية، بينهم 127 طفلا.
لا يوجد مختبرات لفحص الفيروسات
من جانبه، قال مدير وزارة الصحة في غزة للأسف لا يوجد لدينا المختبرات التي يمكنها فحص الفيروسات، لافتا إلى أن الموت ينتشر ببطء بين سكان القطاع والقطاع الصحي يعاني.
وأضاف مدير الصحة في غزة أن النزوح وتلوث المياه بيئة خصبة لانتشار الفيروسات في القطاع.
وأشار إلى أن نصف المختبرات في القطاع خرجت عن الخدمة، موضحا أن ضحايا الموت تجويعا يزدادون يوميا، وروبوتات الجيش تنشر الموت في كل القطاع.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أصاب 40 ألفا من أطفال القطاع وهي كارثة ستبقى تلازمنا.
جمعية علماء الإبادة الجماعية: ما يجري في غزة يرقى إلى جريمة إبادة
أكدت وكالة رويترز أن الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية خلصت إلى أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يستوفي المعايير القانونية لارتكاب جريمة إبادة جماعية.
وأوضحت الجمعية، وهي من أبرز الهيئات الأكاديمية المتخصصة في دراسة الجرائم ضد الإنسانية، أن الأوضاع الإنسانية الكارثية وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، إضافة إلى السياسات الممنهجة في استهداف السكان والبنية التحتية، تتوافق مع مؤشرات الإبادة الجماعية المعترف بها دوليًا.
غارات جوية عنيفة على المناطق الشرقية لمدينة غزة
وسبق، وشنت الطائرات الإسرائيلية، فجر اليوم الإثنين، غارات جوية عنيفة استهدفت المناطق الشرقية من مدينة غزة، تزامنا مع عمليات نسف واسعة نفذتها قوات الجيش في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، حيث فجرت عددا من منازل الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق متفرقة في شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع بين الأهالي، خصوصًا في ظل استمرار الغارات الجوية على عدة جبهات في الوقت نفسه.
ضحايا وجرحى في قصف إسرائيلي على منزل عائلة دبابش بغزة
أعلن الدفاع المدني فجر اليوم الاثنين، عن انتشال عدد من الضحايا والمصابين جراء قصف طائرات الجيش الإسرائيلي منزلاً لعائلة دبابش في محيط مفترق الغزالي بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأوضح الدفاع المدني أن طواقمه تعمل على انتشال العالقين من تحت أنقاض المنزل المستهدف، وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن شدة القصف ونقص المعدات.
90 ضحية خلال 22 ساعة، بينهم 38 من طالبي المساعدات
وأفادت إحصائيات مستشفيات قطاع غزة بأن حصيلة الضحايا منذ الساعة 12:00 فجرًا حتى 10:45 مساء من يوم الأحد 31 آب/أغسطس 2025 بلغت 90 ضحية.
توزيع الضحايا حسب المستشفيات: مستشفى الشفاء: 20 ضحية، وعيادة الشيخ رضوان: 6 ضحايا، ومستشفى المعمداني: لا يوجد ضحايا، ومستشفى الهلال – السرايا: 7 ضحايا، ومستشفى العودة: 9 ضحايا، ومستشفى الأقصى: 21 ضحية، ومستشفى ناصر: 27 ضحية.
من بين هؤلاء الضحايا، كان 38 فلسطينيا يطلبون المساعدات وقت استهدافهم، ما يبرز حجم الأثر الإنساني على المدنيين في القطاع.
تكدس الجرحى في مستشفى ناصر بخان يونس جراء القصف الإسرائيلي
ويشهد مستشفى ناصر في مدينة خان يونس تكدسا شديدا للجرحى نتيجة تواصل قصف الجيش الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
ويستهدف القصف بشكل متكرر النازحين والمجوعين قسراً، ما يزيد من الأعباء على المستشفى ويضاعف المعاناة الإنسانية.
وأكد الطاقم الطبي أن المستشفى يعاني نقصًا حادًا في الإمكانات والمستلزمات الطبية، مما يعيق قدرته على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للجرحى.
وتعمل الفرق الطبية بصعوبة بالغة في ظل استمرار الهجمات، وسط مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني إذا استمر القصف.
نقابة الصحافيين الفلسطينيين: اغتيال الصحفية إسلام عابد جريمة حرب جديدة بحق الحقيقة
نعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الصحافية إسلام عابد التي قتلت برصاص الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن ما جرى يشكل وصمة عار تلاحق قتلة الحقيقة، وجريمة حرب مكتملة الأركان تضاف إلى السجل الحافل لإسرائيل بالانتهاكات ضد الصحافيين.
وشددت النقابة على أن استهداف الصحافيين في غزة يتم بشكل متعمد بهدف إسكات الصوت الحر وحجب الرواية الفلسطينية، مشيرة إلى أن جرائم إسرائيل بحق الصحافة تتناقض مع القانون الدولي الإنساني وتشكل تحديا صارخا للعدالة الدولية.
ودعت النقابة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان حماية الصحافيين العاملين في مناطق النزاع باعتبارهم شهودا على الحقيقة، لا طرفا في الصراع.
خطة ترامب الجديدة حول غزة
في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة على قطاع غزة، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن خطة يجري تداولها داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهدف إلى إعادة بناء القطاع بعد انتهاء الحرب، عبر مشروع يحمل اسم "ريفييرا الشرق الأوسط"، وبحسب التقرير، تقوم الخطة على وضع غزة تحت إشراف أميركي مباشر لمدة عشر سنوات، وتحويلها إلى مركز سياحي وصناعي وتقني متطور.
الخطة الأميركية، التي لم تُعلن رسميًا بعد، تثير تساؤلات حول جدوى تحويل منطقة منكوبة إلى وجهة استثمارية، في ظل غياب أي توافق سياسي أو ضمانات دولية، ويُتوقع أن تُطرح الخطة ضمن أجندة ما بعد الحرب، وسط انتقادات من منظمات حقوقية تعتبر أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم دون معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مصير أبو عبيدة يثير التكهنات
في سياق متصل، لا يزال الغموض يحيط بمصير أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش استهدفه خلال غارة أخيرة، وقال نتنياهو: "نأمل ألا يكون أبو عبيدة معنا، وأعتقد أنه لم يعد هناك من سيجيب عن هذا السؤال من جانب حماس"، حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحركة بشأن هذه المزاعم.
تصعيد ميداني واستهداف منشآت حيوية
ميدانيًا، تواصلت الغارات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع، حيث استُهدف حي الزيتون جنوب مدينة غزة، كما تم تدمير عدد من المنازل في جباليا البلد شمالًا، وذكرت وسائل إعلام محلية أن غارة جوية طالت مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ما أثار موجة استنكار واسعة من جهات طبية وإنسانية، في ظل تدهور الخدمات الصحية وانهيار البنية التحتية.
مبادرة عراقية لإغاثة أطفال غزة
في المقابل، أطلقت مدينة كركوك العراقية حملة إنسانية لتأمين حليب الأطفال في غزة، تحت إشراف جمعية "زاد" للإغاثة، وقال مصطفى محمد، أحد مسؤولي الجمعية:"نهدف لإيصال الحليب إلى أكثر من 5 آلاف طفل، لأن الجوع لا ينتظر، ونحن كعراقيين نعرف معنى الألم"، وأكدت نجاة محمد عباس، ممثلة الجمعية في كركوك، أن تكلفة إيصال عبوة حليب واحدة تصل إلى 40 دولارًا بسبب تعقيدات النقل، لكنها شددت على استمرار الحملة رغم كل التحديات.
بين التصعيد العسكري والخطط السياسية لما بعد الحرب، يعيش سكان غزة واقعًا إنسانيًا بالغ القسوة، وسط غياب أي أفق واضح للحل، وفيما تتسابق المبادرات الإنسانية لتخفيف المعاناة، تبقى الحاجة ملحّة إلى تدخل دولي عاجل يضمن وقف العمليات العسكرية، ويضع أسسًا عادلة لإعادة الإعمار بعيدًا عن الحسابات الضيقة.
طالع أيضًا: