يعاني الكثير من الأشخاص من الحزن أو سوء الحالة المزاجية بين الحين والآخر، لكن الخبراء يحذرون من أن هناك فرقًا دقيقًا بين هذه الحالات والاكتئاب الفعلي.
الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن المؤقت أو التعب، بل هو حالة نفسية معقدة تتداخل فيها عوامل بيولوجية، نفسية، واجتماعية، وقد تؤدي إلى أعراض جسدية تؤثر على الحياة اليومية.
وفقًا لـ أندرو كيد، المعالج النفسي المعتمد من الجمعية البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي، من المهم التفريق بين الحزن العابر والاكتئاب الذي يمكن أن يستمر لفترات طويلة ويؤثر على جميع جوانب الحياة.
الاختلافات بين الحزن والاكتئاب
1- الحزن المستمر
الحزن الذي يأتي ويذهب عادةً يكون استجابة لمواقف معينة، أما الاكتئاب فيكون شعورًا مستمرًا ومصاحبًا للعديد من الأعراض مثل الشعور بالقنوط واليأس.
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يشعرون بالحزن طوال الوقت، حتى بدون سبب واضح.
2- الطاقة المنهكة والمنازل غير المرتبة
بينما لا يؤدي سوء المزاج إلى استنزاف طاقة الشخص، فإن الاكتئاب قد يسبب إرهاقًا جسديًا وعقليًا.
يُظهر المصابون بالاكتئاب في كثير من الأحيان قلة الاهتمام بمحيطهم، مثل وجود منازل غير مرتبة أو إهمال مظهرهم الشخصي.
3- صعوبة التركيز والتردد
في حالة الاكتئاب، يواجه الشخص ضعفًا في الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والانتباه واتخاذ القرارات.
قد يجد المصاب بالاكتئاب أن الأشياء البسيطة التي كان يستمتع بها تصبح بلا معنى أو غير ممكنة.
4- التغيرات الجسدية مثل وضعية الجسم السيئة
الاكتئاب يمكن أن يؤثر على النوم والشهية، مما يؤدي إلى تغيرات جسدية مثل سوء وضعية الجسم، وزيادة أو فقدان الوزن، وآلام الظهر.
بينما لا يتسبب انخفاض المزاج في هذه التغييرات الجسدية الكبيرة.
5- النقد الذاتي وأفكار سلبية
أشخاص الاكتئاب يطورون نقدًا ذاتيًا حادًا، وقد يشعرون بأنهم عبء على من حولهم، بينما لا يفكر الأشخاص الذين يعانون من الحزن في الشعور بالذنب بهذا الشكل.
في بعض الحالات، قد يصل الاكتئاب إلى أفكار الموت والانتحار.
6- فقدان الأمل والأهداف
عندما يمر الشخص بمشاعر من انخفاض الحالة المزاجية، قد يواجه صعوبة في التركيز، ولكن لا يفقد الأمل أو الأهداف.
أما في حالة الاكتئاب، فيجد الشخص صعوبة في تصور مستقبله أو وضع أهداف جديدة، ويشعر أن الأمور لن تتحسن أبدًا.
كيف يمكن التعامل مع الاكتئاب؟
إذا كنت تشك في أنك أو شخص مقرب منك قد يعاني من الاكتئاب، يجب طلب استشارة مختص في الصحة النفسية لتقديم الدعم اللازم.
العلاج المبكر يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة اليومية.
لا يعد الاكتئاب مجرد تعب عاطفي، بل هو حالة صحية معقدة قد تتطلب تدخلاً طبيًا.
من خلال التوعية بالاختلافات بين الحزن والاكتئاب، يمكن أن نساعد الأشخاص في التعرف على الأعراض المبكرة والتصرف بسرعة لتفادي تفاقم الحالة.
طالع أيضًا