كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن خلافات عميقة داخل الأجهزة الأمنية بشأن الهجوم الذي استهدف قيادة حركة حماس في قطر، أمس الثلاثاء، حيث عارض معظم قادة الأجهزة الأمنية العملية، رغم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قدّمها كـ"إنجاز استراتيجي كبير".
وبحسب صحيفة هآرتس، فإن العملية جرى التخطيط لها منذ شهر، بينما اتُّخذ القرار النهائي قبل ساعات من التنفيذ.
إسرائيل تراهن بكامل رصيدها في الحرب ضد حماس
ونقل المحلل العسكري عاموس هرئيل أن إسرائيل "تراهن بكامل رصيدها في الحرب ضد حماس وربما في الشرق الأوسط كله"، معتبرًا أن استهداف الدوحة رفع "مبلغ الرهان" إلى مستويات غير مسبوقة، خصوصًا مع ما قد يترتب عليه من انعكاسات على ملف الرهائن.
وأضاف هرئيل أن إسرائيل كانت قد استهدفت في السابق مواقع بعيدة مثل اليمن وإيران، لكن ما يميز هذه العملية أنها جرت داخل قطر، الدولة التي تحافظ على علاقة "معقدة" مع تل أبيب، وتشكل مركزًا أساسيًا لقيادة حماس.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تجاوز الخط الأحمر وتحول استراتيجي في السياسة الإسرائيلية
وبرأيه، فإن تجاوز هذا "الخط الأحمر" يمثل تحولًا استراتيجيًا في السياسة الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر.
من جانبه، رأى المحلل رون بن يشاي (يديعوت أحرونوت) أن للهجوم هدفين رئيسيين: إبعاد قادة بارزين مثل خليل الحية وزاهر جبارين عن طاقم التفاوض بسبب مواقفهما المتشددة، وإيصال رسالة واضحة لحماس والوسطاء بأن إسرائيل لن تتنازل عن تحرير الرهائن أو عن إنهاء وجود الحركة العسكري والمدني في غزة، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة مع حلفاء مقربين مثل الولايات المتحدة وقطر.
هل هناك علاقة بين قصف قطر وعملية القدس؟
أما يوآف ليمور (يسرائيل هيوم) فاعتبر أن ربط نتنياهو بين الهجوم وعملية إطلاق النار الأخيرة في القدس "ضعيف وغير مقنع"، مشيرًا إلى أن العملية كانت نتاج ثلاثة دوافع أساسية: اجتماع استثنائي لقيادة حماس في قطر أتاح فرصة نادرة لاستهدافهم، إدراك إسرائيل أن هؤلاء القادة يصعّبون فرص التوصل لتسوية، وأخيرًا السعي لتعزيز الردع عبر استهداف موقع دولي حساس.
وأضاف ليمور أن جهاز الشاباك كان قد اقترح قبل عام اغتيال قيادة حماس في قطر، لكن المستوى السياسي رفض الفكرة حينها، وما رجّح الكفة هذه المرة هو الحصول على ضوء أخضر أميركي، وربما موافقة مباشرة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، نظرًا لأهمية القاعدة الأميركية الكبرى في قطر والمصالح الاقتصادية المتشابكة هناك.
وبينما يصف مقربون من نتنياهو العملية بأنها خطوة تقرّب إسرائيل من "الانتصار"، يحذّر خبراء عسكريون من تداعياتها، خصوصًا على ملف الرهائن وعلى مسار الوساطة القطرية، التي قد تجد نفسها في موقع أضعف بعد هذا التطور.
اقرأ أيضا
استطلاع للرأي..41% من العرب بإسرائيل يستخدمون الذكاء الاصطناعي للبحث